أيام حاسمة أمام الحكومة العراقية لتشكيل الحكومة
تشير كثير من المعلومات المتتابعة من غرف حوارات رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي إلى أنه لم يُنهِ حتى الآن تفاهماته مع الكتل الداعمة له، التي وضعت أمامه شروطاً تتعلق بحكومته وبرنامج عملها خلال الفترة المقبلة .
أسبوع حاسم
ويؤكد مسؤولون أن أسبوعاً حاسماً ينتظر الكاظمي لتأطير اتفاقاته مع الكتل، وتقديم حكومته كما وعد بوقت سابق، في أسرع وقت وقبل انقضاء مهلة الشهر التي حددها الدستور .
ومن المقرر أن يبدأ الكاظمي مساء اليوم السبت جولة مباحثات ولقاءات مع ممثلين عن عدة قوى سياسية في البلاد، وفقاً لعضو في البرلمان العراقي ومقرب منه، الذي قال إنه في حال تحقيق الكاظمي نجاحاً بمفاوضات هذا الأسبوع، سيُقدم حكومته منتصف الأسبوع المقبل إلى البرلمان العراقي .
كما أن المفاوضات الحالية قائمة على مبدأ حكومة مؤقتة لعام أو أكثر لمنع تشعب الكتل أو توسعها في شروطها ومطالبها .
كما أن الكتل والقوى السياسية الرئيسة التي سبق أن أعلنت دعمها للكاظمي في العراق تُطالب اليوم بعدة نقاط، أبرزها تمثيلها بحكومته، وأيضاً موضوع تضمين برنامج الحكومة ملف إخراج القوات الأميركية بالنسبة إلى كتل شيعية توصف عادة بأنها مقربة من إيران .
موضوع الموازنة
كما أن هناك كتلاً كردية تُطالب بحسم موضوع الموازنة وحصة الإقليم والتزام اتفاقات سبق أن أُبرِمَت مع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، وأن التكتل العربي السُّني يُطالب بإعادة إعمار المناطق المدمرة والمختطفين وإعادة النازحين، علاوة على تمثيله بالحكومة .
وأوضح أن موضوع اختيار الوزراء لا يُعد الملف الأصعب في تلك الحوارات، مقارنة بالشروط الأخرى .
إن جلسة منح الثقة لحكومة الكاظمي بانتظار التوافق النهائي كما أن تحديد جلسة البرلمان سيكون قريباً ويعتمد على توافق الكتل السياسية على حكومة مصطفى الكاظمي .
ملفات مهمة
الحكومة الجديدة بانتظارها ملفات مهمة، أولها مكافحة فيروس كورونا وتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة وتحديد موعد الانتخابات المبكرة مع مفوضية الانتخابات وتهيئة الأجواء المناسبة لإجرائها بأسرع وقت، وتنفيذ خطوات مكافحة الفساد .
ويؤكد سياسيون أن الكتل الداعمة للكاظمي تضع العصي في طريقه في البلاد .
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الاعرجي، في تغريدة له على موقع التويتر: “الكاظمي إذا كان مرشحاً من الكتلة الكبرى، يتحتم على مكونات هذه الكتلة أن تقف معه من أجل إنجاح مهمته، لا أن تُحاول بعض أطرافها وضع العصيّ في العجَلة بهدف تحقيق مصالح خاصة” .
عدم الحصول على الدعم
وكان السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، قد قال السبت بأن هناك عدم إمكانية حصول رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي على الدعم المطلق من قبل الكتل السياسية لتشكيل الحكومة مبيناً أن الدعم سيزول فور التفاهم على الحصص الوزارية .
وقال فهمي في تصريح لوسائل إعلام محلية عراقية إن بعض الأطراف السياسية دعمت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للتخلص من رئيس الوزراء المكلف المعتذر عدنان الزرفي، لافتاً إلى أنها لا يعنيها دعم الكاظمي من سواه”، مضيفاً أن “الدعم المطلق الذي أعلنته الكتل السياسية للكاظمي لن يطول كثيراً وسيزول فور الحديث عن الحصص الانتخابية والتوازن الوطني بين المكونات”.