أيتام الدعم الغربي ،، بين المبررات والذرائع السياسية والعمالة

البرهان بعد استقباله السفير الامريكي جون جودفري ، يسافر للولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلا لبلاده ، قبل زيارة البرهان بشهر أدلى الناطق باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير جعفر حسن بشهادة سرية في الكونغرس الأمريكي عن الأوضاع في السودان والانتهاكات التي يمارسها العسكريين بحق الشعب السوداني ، بعدها مباشرة أحيا جعفر حسن ندوة في نيوجيرسي عن حرص قحت على سيادة السودان واستقلال قراره وتخليص القوات المسلحة من البرهان ومجموعته وتنصيب بديل عسكري وطني ثوري .

تسعى قحت بكل ما أوتيت من جهد لرفع مستوى الإضطراب وحالة التأهب لدى الجميع لصناعة زخم سياسي يمكنها من مخاطبة الغرب والمنظمات بضرورة دعم قضية الديمقراطية في السودان ، والديمقراطية عند قحت هي كل فعل سياسي نتيجته أن تكون قحت حاكمة هي وحلفائها ، وحلفاء قحت غريبون ومتجددون فقحت قريبة من كل المكونات وأضدادها ، ورغم الاشكالات البنيوية التي تمسك بعنق التحالف ورغم التباينات الداخلية إلا أن قحت لا زال جزء منها يمكنه صناعة الفعل السياسي أو الترند ويمكنه كذلك بناء علاقات وفتح قنوات جديدة مع مكونات الداخل والخارج .
بعد أن خبأت قضية الديمقراطية والحكم المدني في السودان وصارت القضية في السودان أقرب لكونها انسانية لارتباطها بمعاش الناس والأزمة الاقتصادية الراهنة ، لكن لا زالت قوى قحت تبحث وتستعجل ضمان استمرارية الدعم وفق البنود السابقة ، لكن المنظمات الغربية بكل سهولة أكتشفت أن في هذا الاستعجال انتهازية فاضحة ، فالفاعلين في الازمة كانوا يبحثون عن تصعيد سياسي بظلال مطلبية في عز أزمة السيول والفيضانات وهذا الأمر كان يمكن ان يكتب له النجاح لولا تصدي القوات المسلحة لأزمة السيول بكافة ولايات السودان وتسخير القائد العام لامكانات الجيش في يد الولاة بعد إعلان الاستنفار العام الذي شاركت فيه كافة قطاعات الدولة والمجتمع .
لكن رغم ذلك لعب الانتهازيين في مياه التمييز العكرة ونقروا على وتر العنصرية بأن الجيش سارع بإنقاذ المتضررين في ولاية النهر النيل وتأخر عن المناقل ولكن (حية) القوات المسلحة (لغفت) ما صنعوا فكان الجيش جيش السودان وسلاح المهندسين هو سلاح مهندسي السودان والقوات الجوية هي نسور جو السودان .
والآن الخطوة الراهنة هي الاختراق عبر حلفائهم من المحاور والمقاولين السياسيين الغربيين ، ولذلك تجدهم يحتفون بأي اشادة أو عبارة اطراء تصدر من أي طرف في حق ممارستهم السياسية أو مبادراتهم أو حتى تصديقا لتصريحات سابقة صدرت عنهم ، ووسيلة الاختراق على المستويات المدنية والعسكرية والخارجية هي عقد المقارنة الثابتة والغبية بين الأوضاع في السودان قبل وبعد 25 أكتوبر 2021 والتي يعد الأساس فيها وقف الدعم الغربي للسودان والذي لا يتأسفون على وقفه لأنه خصما على الوضع الاقتصادي للمواطن السوداني الذي رفعوا الدعم منه ، وانما يتأسفون على مكاسبهم الضائعة وفرصهم المهدرة .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.