دار جدل كثيف خلال الساعات الماضية بين مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، خاصة بعد أن استشهدت وكالة الأنباء الإثيوبية بتصريحات عالم مصري بشأن أن السد لا يشكل خطورة على السودان ومصر .
توضيح إثيوبي
وكان العالم المصري د. فاروق الباز وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية أنه قد صرح بأن السد لا يمكن أن يعمل على ضرر الأطراف الأخرى في مجرى النيل وهنا الحديث عن السودان ومصر .
وقالت الوكالة في تقرير لها ” بعد مفاوضات دامت لمدة تسع سنين، أوضحت إثيوبيا أن سد النهضة في منطقة آمنة، وليس هناك مخاوف من انهياره رغم كل التحديات المغرضة لأطراف عدائية لا ترضى التنمية ﻹثيوبيا ولا للقارة السمراء، وتكيد كل الكيد وتنشر شائعات خارقة”.
ونوهت الوكالة إلى أنها لم تتوقف طيلة السنوات التسع الماضية عن شرح الطرق التي تجعل من سد النهضة آمناً في ظل الكثير من التحديات التي واجهت قيامه، منوهة إلى أنه لا مخاوف من المهددات الطبيعية مثل الانهيار أو غيرها .
وزاد تقرير الوكالة بالقول” إن “هذه الحقيقة أكدها العالم المصري فاروق الباز في مقابلة مع عمرو أديب شرح فيها أن سد النهضة الإثيوبي أقيم في منطقة آمنة وليس هناك مخاوف من انهياره بسبب الزلازل. وأشار الباز إلى “أنه إذا كان هناك مخاوف طبيعية، فإن الشركة المقاولة لم تكن لتوافق على تشييد السد ولن ترضى إثيوبيا، ولم تكن أيضاً الشركة المقاولة وافقت على تشييد السد في منطقة قلق” .
وأوضحت الوكالة أن الباز قال إن “المكان مدروس دراسة جيدة، وكل ما يتناوله الأشخاص خالٍ من الحقيقة وليس لهم دلائل علمية في هذا الشأن وهي مجرد شائعات فقط” .
وأضاف التقرير أن “مصر تدعي بأن سد النهضة سوف يُعطّش الشعب المصري وسوف يكون هناك فقر في الإنتاج بسبب نقص الحصة المائية لمصر، وأن مصدر المياه المصرية هو نهر النيل فقط لا غيره، مما يتعارض مع الحقائق الجيولوجية التي تؤكد بأن مياه النوبية الجوفية كفيلة بذلك ويمكن أن تستخدم المياه للشرب والزراعة أيضاً”.
رد فعل مصري
ومن جانبها سارعت العديد من وسائل الإعلام المصرية إلى مقابلة الباز الذي قال للـ “الأهرام اليوم” من العاصمة الأمريكية واشنطن: ” إن ما نسبته وكالة الأنباء الإثيوبية على لسانه إدعاء وأكاذيب، كما أنه لم يدلي إلى الوكالة بأي أنباء ” .
ووصف الرجل بأن ما تقوم به إثيوبيا الآن ما هو إلا تلفيق قصاصات وتقارير مزورة لدعم الموقف العام بالنسبة للدولة الإثيوبية فيما يتعلق بسد النهضة .
كما أن صحيفة هيرالد الإثيوبية أوردت نفس التصريحات، وقالت بأن العالم المصري ينتقد ادعاءات أوجه القصور التقني في بناء سد النهضة، موضحة أن مصر تملك احتياطي من المياه الجوفية شرق العوينات يمكنه أن يكفيها لمائة سنة قادمة .
ومن الواضح حتى الآن فإن قضية سد النهضة تأخذ منحنى خطير، إذ تصاعدت التوترات بين الجانبين الإثيوبي والمصري لا سيما في ظل تمسك كل منهم بموقفه تجاه ملء وتفريغ السد .
