إفريقيا تعاني صحيًا .. كورونا والجوع يتربصان بشعوب القارة السمراء
تعيش قارة إفريقيا فترة حرجة هذه الأيام وذلك عقب بدأ فيروس كورونا بالتسلل شيئًا فشيئًا إلى شعوب القارة في الوقت الذي لا تزال فيه مشاكل الجوع ومرض الملاريا تفتكان بالبسطاء.
ونقل موقع (الجزيرة نت) مقالًا من صحيفة إلباييس الإسبانية قالت فيه إن “البديل عن الموت في إفريقيا بسبب فيروس كورونا هو الموت من الجوع أو الملاريا” وإنه يجب ألا يموت سكان البلدان الفقيرة وهم مجبرون على الاختيار بين خطرين قاتلين.
وأوصى كاتب المقال غونزالو فانخول الدول الإفريقية بأن أفضل إستراتيجية -يمكن اتباعها في مكافحة جائحة كورونا– هو تجاهلها وإعطاء الأولوية لمواجهة الأمراض الأخرى التي تعصف بسكانها منذ عدة عقود.
أضرار العزل الاجتماعي
ونقلت الصحيفة -عن مصدر طبي له تجربة مهنية في القارة- قوله إن المثير للقلق ليس العواقب المباشرة لفيروس كورونا، ولكن الضرر الذي سيحدثه العزل الاجتماعي والأزمة الاقتصادية على بقية الأولويات الصحية.
واستشهد بوباء إيبولا الذي ضرب عددا من بلدان غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وتسبب بشكل مباشر في وفاة 11000 شخص، وأحدث ثقبا في ميزانيات تلك البلدان قدره 53 مليار دولار.
قنبلة عنقودية
وترى الصحيفة أنه -وبالنظر للمؤشرات الصحية بالبلدان الفقيرة- فإنه يمكن أن يكون لفيروس كورونا تأثير قنبلة عنقودية، وأن الاستجابة القائمة على العزل الاجتماعي تتنافى مع جميع التوصيات التي يجب اتباعها في حالة الأمراض التي تحتاج عناية طبية فورية أو إستراتيجيات وقائية شاملة مثل التحصين الروتيني.
وأوضحت الصحيفة أن عدد وفيات كورونا -الذي فاق مئتي ألف في جميع أنحاء العالم كنتيجة مباشرة للوباء- لا يمثلون سوى ربع الأطفال دون سن الخامسة الذين توفوا العام الماضي بسبب الالتهاب الرئوي مرحلة الطفولة، وهو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه.
وأشارت إلى أن انقطاع برامج التطعيم أو إبعاد الأسر عن المراكز الصحية قد يمثل قفزة إلى الوراء عقدين من الزمن.
حالة الملاريا
وفيما يخص حالة الملاريا، ترى الصحيفة أن الوضع ليس أفضل بكثير. فقد أشارت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إلى أن الانقطاعات الجزئية أو الكلية في الوصول إلى أدوات المكافحة الأساسية في بلدان جنوب الصحراء الكبرى يمكن أن تؤدي إلى وفاة حوالي 769000 شخص هذا العام معظمهم من الصغار. وقد بلغ الوفيات جراء الملاريا عام 2018 حوالي 405000.
ضعف التمويل
وتتفاقم المعضلة الصحية في أفريقيا بسبب التمويل، إذ إن حكومات البلدان منخفضة الدخل تدفع يورو واحدا فقط من كل خمسة يوروهات في فاتورة الرعاية الصحية الخاصة بها. لذا فهي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية (حوالي 30%) وقبل كل شيء على جيوب المرضى أنفسهم.
وللتعامل بطريقة منسقة مع الأزمة الإنسانية الناشئة عن الجائحة، بدأت المنظمات المتعددة الأطراف والوكالات المانحة الاستجابة بأدوات جديدة ومرونة أكبر في استخدام أموالها، بما في ذلك برامج عاجلة (وإن كانت غير كافية) لتخفيف عبء الديون.
تعزيز أنظمة الصحة
وخلصت الصحيفة إلى أن هناك حاجة لخطة مارشال خاصة بالجميع تهدف إلى تعزيز أنظمة الصحة وجهود التنمية، وضمان الوصول إلى الأدوية واللقاحات التي يتطلبها فيروس كورونا وفق شروط ووضع آليات دائمة لإغاثة البلدان المثقلة بالديون.
وقالت إنه “برنامج قديم يعيدنا إلى أجندة التنمية منذ ثلاثين عامًا، لكنه أساسي إذا كنا لا نريد أن يسبب لنا هذا الوباء ركودا اقتصاديا دائما ويصبح تهديدا صحيا مستمرا”.