إنتشار الشائعات عن الكورونا أكثر من إنتشار الفيروس نفسه!
انعكس تزايد الشائعات عن الكورونا في غالبية دول الإقليم في انتشار حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لأخبار كاذبة بشأن الفيروس، كاكتشاف علاجات جديدة له أو وفاة بعض المشاهير بسببه أو الحديث عن أعداد متعافين مطمئنة.
وعلى الرغم من أن هناك شيئاً من الصحة في كل ما سبق ذكره، فإن هناك أبعاداً أخرى زائفة لهذا الملف، لاسيما مع عدم تسجيل حالات الإصابة أو الوفاة بهذا الفيروس بشكل إجمالي لصعوبة حصر الحالات التي لا تتردد على المستشفيات والمراكز الصحية العامة.
وفي هذا السياق،فأن الشائعات عن الكورونا في دول الإقليم أخطر من انتشاره، إذ أن الخبر الكاذب لديه القدرة على الانتشار من الخبر الصحيح، لاسيما في ظل غياب الشفافية المتعلقة بتداول المعلومات من جانب، والانشغال بإدارة أزمة مفاجئة وغير معتاد على التعامل معها من جانب آخر.
مع الأخذ بالاعتبار التراجع النسبي في التأويلات غير المنطقية، التي كان يؤمن بها القطاع الرئيسي في هذه الدولة أو تلك بالإقليم بشأن منشأ المرض، حيث كان البعض يعتبر الفيروس “مؤامرة خارجية” أمريكية تارة، وصينية تارة أخرى، سواء لـ”تدمير الطرف الآخر” أو لـ”القضاء على العرب والمسلمين”، على الرغم من أن النسبة الكبرى لانتشار الفيروس باتت في الدول الغربية.
الأبعاد الحاكمة لانتشار الشائعات حول الكورونا في دول الشرق الأوسط:
محاولات إفقاد الثقة في مؤسسات الدولة الوطنية الامر الذي يفسر تزايد مناشدة الحكومات ، من وقت لآخر، في العام الماضي، جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بـ”تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة في المجتمع”.
اضافة الى قطاعات تم استهدافها بتلك الشائعات، حيث كانت الصدارة لقطاع الصحة بنسبة 24.1 بالمائة، تلاه التعليم بنسبة 18.4 بالمائة، والاقتصاد بنسبة 15 بالمائة، والتموين بـ9.8 بالمائة، والزراعة بـ9 بالمائة، والإسكان بـ4.3 بالمائة، والسياحة والآثار بـ4.1 بالمائة، والتضامن الاجتماعي بـ4 بالمائة، والوقود والكهرباء بـ4 بالمائة، والإصلاح الإداري بـ4 بالمائة، والقطاعات الأخرى بـ3.3 بالمائة. ووفقاً لما ذكره التقرير، فإن نسبة عدد الشائعات المتعلقة بجائحة “كوفيد- 19” بلغت 51.8 بالمائة من إجمالي عدد الشائعات، وأن شهر أبريل جاء في المرتبة الأولى بخصوص معدل انتشار شائعات الفيروس بنسبة 20.1 بالمائة.
زيادة على ذلك عدداً من الشائعات تتعلق بالفيروس، من بينها انتقال عدوى الفيروسات أثناء عملية التبرع بالدم بالمستشفيات الحكومية، وإجراء جلسات الغسيل الكلوي لمصابي “كوفيد-19” مع المرضى الآخرين، ووجود عجز في أجهزة وحدات الرعاية المركزة أو مستلزماتها، وتوزيع كمامات مصنعة من مواد غير طبية بمستشفيات العزل، والتخلص من النفايات الطبية الخاصة بمستشفيات العزل بطريقة غير آمنة.
فضلاً عن الشائعات غير المنطقية، من بينها حرق جثامين ضحايا الفيروس، وتحويل المكتبات المدرسية إلى فصول دراسية مراعاة لقواعد التباعد الاجتماعي بالمدارس، وتحميل المواطنين نفقات تعقيم وتطهير المساجد، وفرض ضريبة على تصاريح دفن الموتى.
وبغض عن النظر عن صعوبة التأكد في كل الحالات من تحديد هوية مطلقي الشائعات، فإن هناك حالات بعينها تم التأكد من مسؤولية جماعة الإخوان المسلمين عنها في سياق صراعها مع الدولة، لاسيما شائعة جدوى لقاح “سينوفارم” الصيني للوقاية من فيروس “كورونا”، الذي استقبلت مصر أول شحنة منه، هدية من الإمارات، في منتصف ديسمبر الماضي، فضلاً عن محاولة التقليل من فعاليته، وإثارة الخوف لدى المواطنين من استخدامه.