إيران والسودان.. من المشاورات إلى المسيّرات

إيران والسودان.. من المشاورات إلى المسيّرات

أثارت التطورات السريعة التي حصلت في العلاقات بين إيران والجيش السوداني بقيادة البرهان، تساؤلات كثيرة حول أهداف طهران وانعكاسات ذلك على الصراع الدائر حالياً في السودان، خاصة في ظل التوتر والتصعيد الذي تشهده المنطقة وبشكل خاص في اليمن المجاور للسودان.

حيث يقوم وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي، اليوم الاثنين، بزيارة إلى طهران لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين.

وتأتي هذه الزيارة بناء على دعوة وجهها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان له، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”.

ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوداني خلال الزيارة مفاوضات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين.

وكان وزير الخارجية السوداني، قد التقى في أوغندا، النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، على هامش قمة دول عدم الانحياز في 21 يناير الماضي.

وكانت إيران والسودان قد أعلنت في 9 أكتوبر الماضي في بيان مشترك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والخرطوم. وأن الجانبين اتفقا على توسيع تعاونهما في مختلف المجالات بما يضمن مصالح البلدين، وأن يقوما باتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل افتتاح سفارتيهما في المستقبل القريب وأن يقوما بالتنسيق اللازم لتبادل الوفود الرسمية.

الجيش السوداني يتسلح بالمسيّرات الإيرانية

في سياق متصل نقلت وكالة «بلومبرغ” تقريراً في 25 شهر يناير الماضي، عن مسؤولين غربيين، حول تزويد إيران للجيش السوداني بطائرات دون طيار من نوع “مهاجر 6” مؤهلة لمهام الرصد ونقل المتفجرات.

وأكدت الوكالة أن “أقماراً اصطناعية التقطت صوراً لطائرة دون طيار من نوع “مهاجر 6” الإيرانية، الشهر الحالي، في قاعدة وادي سيدنا، شمالي أمدرمان، الخاضعة لسيطرة الجيش.

وقال ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا حجب هوياتهم إن “السودان تلقى شحنات من طائرة مهاجر 6، وهي مسيرة ذات محرك واحد تم تصنيعها في إيران، وتحمل ذخائر موجهة”.

فعلى الرغم من امتلاك الجيش السوداني للطائرات وتفوقه من حيث العتاد على قوات الدعم السريع، إلا أن الكثير من التقارير الصحفية تحدثت عن تلقيه دعم وتمويل عسكري ولوجستي من جهات خارجية، أبرزها إيران والقوات الخاصة الأوكرانية، في الوقت الذي يصرح فيه البرهان دائماً بأن الحل سوداني و” لا يقبل بحلول خارجية للصراع”. مما يهدد بشكل كبير، باتساع نطاق الصراع ومستوى العنف في السودان، وإمكانية تحوله لحرب إقليمية في حال استمرت التدخلات الخارجية على هذا النحو وفقاً لبعض المراقبين.

في السياق ذاته، أكد آلان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي في «مجموعة الأزمات الدولية»، بأن “استعادة حليف في السودان، على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران ولكنه سوف يثير قلق القوى الإقليمية والغربية”.

وبحسب عدد من الخبراء، فإن تسليح الجيش السوداني بالمسيّرات الإيرانية “يأتي ضمن سياق خطة استراتيجية ايدولوجية وعسكرية لطهران، بهدف تعزيز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، عبر دعم مجموعات مسلحة ذات طابع ديني مثل (حماس) في غزة، و (حزب الله) في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، فضلاً عن جماعات كثيرة في سوريا والعراق.

يشار إلى أن الخرطوم كانت قد قطعت علاقتها مع طهران عام 2016، غير أن الخارجية السودانية أعلنت في أكتوبر الماضي، عزمها استئناف العلاقات الدبلوماسية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.