بعد أن عملت السلطات العراقية ممثلة في الهيئة القومية للكهرباء على زيادة عدد قطوعات الكهرباء خلال النهار اقتحم المئات من المتظاهرين الغاضبين مبنى توزيع الكهرباء شرقي العاصمة العراقية بغداد احتجاجاً على زيادة ساعات العمل .
تظاهرات كبيرة
ومن المتعارف عليه فإن درجات الحرارة في العراق في الأيام الحالية تتراوح بين 38 درجة إلى 45 درجة مئوية الأمر الذي يجعل المواطنين في حالة من الضيق .
ومن المتوقع أن تكون المظاهرات التي قام بها شباب ينتمون إلى حي الأمين في بغداد بداية لموجة احتجاج أوسع نطاقا كانت متوقّعة أصلا بسبب عدم حدوث أي تقدّم ملموس في معالجة أزمة الكهرباء .
وعلى مدار السنوات الماضية كانت أزمة الكهرباء تزيد من التوترات بين المواطنين، مما يجعل الاحتجاجات شبه منتظمة في مثل هذا الفصل الذي تتضاعف فيه الحاجة للطاقة الكهربائية وتبرز فيه الأزمة بشكل أكثر حدّة .
تهديد بعدم الدخول مرة آخرى
وهدد المتظاهرين العاملين والمسؤولين في قطاع الكهرباء بمنعهم من الدخول إلى المبنى في حال استمرارهم في قطع التيار في الأيام المقبلة .
وتمثل الإشكالية الكبرى لحي الأمين والأحياء الأخرى شرقي بغداد بأن انقطاع التيار الكهربائي في تلك المناطق شبه تام، مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما يجعل بقاء المواطنين في منازلهم أمراً بالغ التعقيد .
كما أن هناك مرضى وكبار في السن ومصابين بفيروس كورونا، وجميع هؤلاء نجد أنهم بحاجة إلى التيار الكهربائي في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة .
ويرى المتظاهرون بأن هناك انتقائية في عملية توزيع التيار الكهربائي على مناطق العاصمة بغداد، وهو ما يثير حفيظة المواطنين ويجعلهم يخرجون في تظاهرات تنديداً بالقطوعات المستمرة للتيار في أحياء العاصمة .
مخالفة إجراءات
ومن المتعارف عليه فإن هذه التظاهرات جاءت مخالفة للإجراءات المُتخذة من قبل السلطات العراقية لمواجهة فايروس كورونا المستجد أو ما يعرف بكوفيد 19، والذي شهد انتشاره في البلاد خلال الآونة الأخيرة قفزات مشهودة تنذر بأزمة صحية حادّة في مقبل الأيام في حالة عدم تدارك السلطات لهذه الإشكاليات .
ومن الواضح بأن الناس على بيّنة بخطر تجمّعهم بهذا الشكل في الوقت الحالي، لكن الغضب من تردّي الخدمات ومن مماطلة الحكومات أصبح قوياً إلى درجة الاستعداد للتضحية في بعض الأحيان .
