الأسد و الأكراد.. علاقة فاترة وتوتر يزيد من مساحات الأزمة
بدت العلاقة فاترة للغاية بين النظام السوري والأكراد في دولة سوريا في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد التصريحات الأخيرة لبشار الأسد رئيس النظام السوري، والتي وجه فيها أصابع الاتهام للأكراد بقوله:” إنهم يتعاملون مع المحتل “.
خيانة وطنية
وتتوتر العلاقة بين الفينة والأخرى بين بشار و الأكراد والنظام السوري، إذ يتهم كل منهم الآخر بالخيانة، وتحقيق المآرب الشخصية على المصالح الوطنية .
ولم يخفي الأسد بأن وجود الأكراد في سوريا يعتبر طارئاً وليس أصيلاً، وهو ما دفع أحزاباً كردية لشن هجوم جديد على حكومة النظام مستثنية الأسد، داعية إياها إلى تبنّي لغة العقل وتغيير ذهنيتها للتوصل إلى حل سياسي ينهي المأساة السورية .
وتعامل الأسد بصيغة الإنكار يوم الجمعة الماضي، فيما يتعلق بوجود “قضية كردية” في سوريا، متهماً ما سماها “مجموعات كردية”، بـ”العمل تحت السلطة الأميركية” .
وأوضح أن هذه المجموعات أتت إلى شمال سوريا “خلال القرن الماضي فقط، بسبب القمع التركي لها واستضفناهم في سوريا” .
وأشار الأسد في تصريحات تلفزيونية إلى أن هذه المجموعات ” بدأت بطرح طروحات انفصالية منذ عقود عدة وبشكل أساسي في بداية الثمانينيات ” .
وأضاف أنه:”عندما قامت الدولة التركية في مراحل مختلفة بقمع وقتل الأكراد في تركيا، نحن وقفنا معهم، ولم نقف ضد قضيتهم إذا كانوا يسمونها قضية “.
ويرى الرئيس السوري بشار الأسد بأن الأكراد لم يكونوا سوريين بالأساس ولكن ونسبة للتعامل الرشيد للحكومة السورية مع قضيتهم تمت مساعدتهم في استخراج جنسيات سورية لهم .
وفي نظر بشار الأسد بأن ما تُسمّى (القضية الكردية) هي عبارة عن ” عنوان وهمي كاذب”. واشترط الأسد اتخاذ الأكراد موقفاً عدائياً من الأميركيين والأتراك، للتوصل إلى اتفاق معهم حول منطقة شرقي نهر الفرات والتي يسيطرون على معظمها .
وتبدوا نظرة بشار للكرديين وللتواصل إلى حل معهم معقدة للغاية، وذلك حينما قال “لا يمكن أن نصل إلى نتائج في أي حوار معهم لو التقينا آلاف المرات، إلا عندما يحددون موقفاً واضحاً، وهو موقف وطني، أن تكون ضد الأميركي، ضد الاحتلال وضد التركي لأنك أيضاً ضد الاحتلال، التركي محتل والأميركي محتل”.
ردة فعل متوقعة
وردة فعل الأكراد تجاه تصريحات الأسد كانت بلهجة انتقادية حادة، حيث أفادت “الإدارة الذاتية” الكردية في بيان أن “منطق النظام لم يجلب معه أية حلول على مدى السنوات التي مضت؛ وأن الإصرار على هذا التناول لا يخدم فرص الحل” .
وتعرب الإدارة عن أنه “من الأفضل أن يعي النظام السوري بأن التغيير مهم وأن الحل الديمقراطي هو الحل الأنجح، ولا بد من أن يكون هناك انفتاح على التغيير السائد في سوريا كذلك اعتبار القضية الكردية جزءاً مهماً من الحل الوطني السوري العام” .
موقف ضبابي
ويبدو أن الجانب الكردي ترك الباب موارباً أمام حوار مع النظام السوري في الوقت القريب، ووجّه الأكردا نقدهم لحكومة النظام السوري، ولم تأت على ذكر بشار الأسد، رغم أن التصريحات المعادية للأكراد في سوريا عادة ما يطلقها الأسد نفسه .
وفشلت عدة جولات حوار وتفاوض عقدت تحت إشراف روسي في العام الماضي وفي العام الحالي في العاصمة دمشق وفي قاعدة حميميم الروسية، بين المجلس السياسي لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) التي يشكل المقاتلون الأكراد ثقلها الرئيسي، إلا أنها فشلت بسبب إصرار النظام على تفكيك هذه القوات .