الأصم ودسيس مان وشوتايم وآخرون أيقونات الثورة.. هل حُجِبوا أم احتَجبوا؟

منذ بدء الحراك الثوري في عام 2018م بعدد من المدن السودانية للمطالبة بإسقاط نظام المؤتمر الوطني المحلول، برزت اجسام وشخصيات وضعت بصمة كبيرة في تعبئة الثوار ومسار الحراك الجماهيري، مما دفع بهم الى ان اصبحوا ايقونات للثورة، لاسيما (ناجي الاصم، آلاء صلاح، سيف تيري، دسيس مان وابراهيم شوتايم)، ولكن سرعان ما انحرفت الثورة عن اهدافها جراء الصراعات السياسية، وانزوت تلك الشخصيات عن الانظار وأفل نجمها الذي كان يضيء سماء الثوار.

خطيب المهنيين

ومن اشهر تلك الشخصيات محمد ناجي الأصم، ذلك الطبيب السوداني الذي ولد في مدينة جدة السعودية في 1987م، واستقرت اسرته في مدينة الأبيض شمال كردفان التي درس فيها الطب.

وبرز اسم (الأصم) ضمن سكرتارية تجمع المهنيين الذي بدأ تأسيسه سراً في ذات العام بعد الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد. وفي ديسمبر 2018م كان اول ظهور للاصم بالداخل عبر بث مباشر كناطق رسمي باسم تجمع المهنيين عبر تطبيق الفيسبوك، واصفاً نفسه بعضو سكرتارية التجمع ومعلناً عن بنود وتفاصيل اعلان الحرية والتغيير، قبل ان يتم اعتقاله برفقة عدد من قادة التجمع الديمقراطي.

كنداكة الثورة

ومنذ تقديمه استقالته من تجمع المهنيين وتقدم باعتذار عن عضوية مجلس شركاء الفترة الانتقالية ابتعد الاصم عن الاضواء وآثر الغياب عن المشهد السياسي.

ومن بين ايقونات الثورة الطالبة آلاء صلاح التي ظهرت في خضم الثورة كأشهر الكنداكات اللاتي يوجدن في ساحة اعتصام القيادة العامة للجيش، وبرزت شهرتها في مقطع فيديو عندما اعتلت سطح سيارة مرتدية الثوب الابيض، ودوى صوتها يشق عنان السماء وهي تشدو بقصيدة ثورية، ومثل المقطع نقطة تحول في حياة آلاء وحولها من طالبة مجهولة إلى أيقونة ورمز للمرأة في الثورة السودانية، كما جعلها تحصل على لقب (الكنداكة) وهو اللقب المرتبط بالملكات في العهد النوبي القديم.

ملك الهتافات

وكان آخر ظهور لآلاء خلال تدوينه عبر صفحتها الرسمية بالفيسبوك بانها لا ترغب في منصب بالحكومة وانما تحلم بخدمة الوطن في مجال تخصصها، واعربت عن أملها في أن يتولى المناصب الكفاءات المناسبة من ذوي الخبرة والمعرفة.

وكان من اشهر الناشطين الذي شكلوا حضوراً طاغياً عبر الهتافات في اعتصام القيادة العام للجيش الشاب محمد يحيى المعروف بـ (دسيس مان) الذي اشتهر بتأليف هتافات واغنيات الثورة، مما جعله محط انظار جميع الثوار جراء تلك التلقائية التي عرف بها وهو يردد اغنيات الثورة.

ومن اشهر هتافاته: (إنت حاول بيت.. فرشة ومعجون نديك.. تلفون نشحنو ليك.. شاي الصباح نسقيك)، (شفاتة جوا.. بوليس جرى.. نحن ناس بنحب الجرجرة.. أي نمشي مشي، مششاً مششا.. أي سقط سقط، سقطاً سقطا).

بث مباشر

وعلى نحو مفاجئ القى القبض على (دسيس مان) في فبراير 2020م واودع سجن ام درمان لمخالفته حينئذٍ مادة في القانون الجنائي، حيث قضت محكمة جنايات الخرطوم وسط بسجنه مدة أربعة اشهر والغرامة عشرة آلاف جنيه.

كما برز الناشط والاعلامي محمد الضي بشارة كأيقونة للثورة رغم تحفظ البعض على نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بث الفيديوهات واللايفات التي يتشكل حولها رأي عام.

اتهام تيري

وفي اوج عنفوان الثورة ظهر نجم المنتخب الوطني والمريخ سيف الدين تيري الذي شارك في مواكب عديدة واصطدم بالقمع الامني، وعقب إسقاط نظام المؤتمر الوطني وجهت لتيري تهم ضمن لجان المقاومة بمنطقة شرق النيل بحرق مركز للشرطة وتحرير متهمين وحرق سيارات، وألقي القبض عليه في يونيو الماضي وقضى في السجن فترة طويلة، مما أثار قلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي استفسر عن وضعه القانوني والصحي داخل السجن، وفي نهاية يوليو قبل الماضي تم إطلاق سراحه بكفالة مالية، وحتى تاريخ اليوم لم يحسم القضاء قضيته لكنه واصل نشاطه الرياضي.

بلاغ ضد الرئيس

أيضاً كان من اشهر ايقونات الثورة العم المهندس عماد الدين بابكر ابراهيم المعروف برئيس جمهورية اعلى النفق الذي يرابط في نفق جامعة الخرطوم برفقة عدد من الثوار بمختلف الاعمار، وهم يقومون بطرق الحديد باعلى النفق لاحداث اصوات عالية تلهب حماس المعتصمين.

وفي سبتمبر عام 2021م فتحت الشرطة بلاغاً في مواجهة رئيس جمهورية اعلى النفق، لجهة انه قام بعمل ضمانة لعدد من ابنائه الثوار وهم عثمان هارون الخزين، كوثر محمد ابراهيم، آمال حبيب الفكي، هويدا محمد احمد، آدم احمد الحسين، محمد أحمد محمد خميس، ابراهيم موسى، حيدر النعمان وابراهيم جمعة.

ووجد العم عماد هجوماً لاذعاً من الثوار ابان انضمامه الى اعتصام القصر الجمهوري، فيما كان آخر ظهور له خلال مشاركته في اعتصام نيرتتي بولاية وسط دارفور.

إغلاق الهواتف

ودعا تجمع المهنيين السودانيين ــ ذلك التجمع الغامض حين اندلاع ثورة ديسمبر ــ الى إغلاق الهواتف، ولكن سرعان القى التجمع بثقله في الاحتجاجات واستطاع قيادة الشارع والتف المتظاهرون حوله.

وفي ديسمبر عام 2018م كان اول ظهور لتجمع المهنيين في بث مباشر معلناً عن بنود اعلان قوى الحرية والتغيير، وعقب ذلك الظهور انزوت قيادات التجمع عن الانظار واغلقت هواتفها الذكية التي استطاع جهاز الامن عبرها اعتقال معظم قياداته، فيما اصبح المحتجون يتلقون التوجيهات والمعلومات الخاصة بزمان ومكان المواكب عبر حساب التجمع على تويتر الذي يتابعه اكثر من (31) الفاً حينها، وصفحة الفيسبوك التي يتابعها (157300) شخص.

وسرعان ما شُكلت حكومة الثورة عقب سقوط نظام الانقاذ، وانقسم تجمع المهنيين الى اثنين احدهما يتبع للمجلس المركزي للحرية والتغيير برئاسة محمد ناجي الاصم وسلمى نور ومحمد الصياد، بينما الجناح الآخر ضمن تحالف قوى التغيير الجذري الذي يرفض العملية السياسية الجارية بين المكون العسكري والقوى المدنية، ومن أشهر قياداته الفاتح حسين ودكتور الوليد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.