في زمن جائحة كورونا.. الإرهاب يعود إلى مصر مجددًا
على الرغم من ان نشاط الإرهاب في مصر قد انخفض بصورة واضحة منذ مطلع العام الجاري بسبب الضغوط السياسية والأمنية التي فرضتها جائحة كورونا على البلد، إلا أن النشاط الإرهابي عاد ليطل برأسه من جديد بعد أن تمكنت قوات الأمن المصرية، أمس الثلاثاء، من مداهمة وكر يضم 7 عناصر إرهابية في العاصمة القاهرة.
وبحسب وزارة الداخلية المصرية فإن الخلية الإرهابية التي تم ضبتها كانت تخطط لتنفيد أعمال إرهابية مسلحة بالتزامن مع فترة أعياد الميلاد المجيد.
وتسائلت صحيفة (النهار) اللبنانية، عن فحوى نشاط أعمال الإرهاب في مصر خلال فترة تنشغل فيها الدولة بمجابهة خطر فيروس كورونا، مشيرة إلى أن انشغال الدولة بالأزمة الصحية قد يكون من شأنه تحفيز التنظيمات الإرهابية للتحرك وممارسة المزيد من الضغوطات على السلطات الحاكمة.
الإطاحة بالإخوان المسلمين
وكانت العمليات الإرهابية شهدت قفزة كبيرة بعد إطاحة جماعة “الإخوان المسلمين” من السلطة في العام 2013 على إثر تظاهرات شعبية، وشنت في أعقاب ذلك جماعات جهادية تربطها صلات بـ”الإخوان” المئات من العمليات الإرهابية ضد أهداف عسكرية ومدنية، إضافة إلى كنائس ومساجد في أنحاء متفرقة من الجمهورية.
وجاء التراجع على نحو ملحوظ إثر انطلاق العملية العسكرية “سيناء 2018” التي قادها الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الاستخبارات، ما ساهم في مقتل واعتقال معظم قيادات تلك التنظيمات، ومثول عدد منهم للمحاكمة.
آثار كورونا
الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب، منير أديب، توقع قبل أيام قليلة من عملية المداهمة الأخيرة، من زيادة نشاط الإرهاب في مصر والعالم، وذلك على إثر الضغوط التي فرضها انتشار وباء كورونا، حتى تصبح أكثر شراسة وعنف، رغمًا عن انخفاض النشاط الإرهابي منذ بداية العام الجاري.
وقال أديب: “إن أغلب عمليات الإرهاب التي قد نشهدها في مصر والعالم، ستكون مرتبطة بجائحة كورونا، فكما نعرف جميعاً، فإن انتشار الفيروس أصاب المجتمع بنوع من الخلل، وخلخل المنظومات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، خاصة أن الفيروس ينتشر بوتيرة متسارعة ولم يُنتج لقاح لمقاومته”.
عام الفوضى
وأوضح منير أديب أن دول كبرى تتممتع بإمكانيات طبية قوية إلا أن انتشار فيروس كورونا فيها أدى إلى حدوث حالة من الخلل والفوضى داخل مجتماعتها، مضيفًا: “هذه الفوضى تفتح الباب واسعاً أمام التنظيمات الإرهابية، وإذا كان العام 2020 هو عام العزل، فربما يكون العام 2021 هو عام الفوضى”.
وعن العملية الأخيرة في مصر، أشار أديب إلى أنها “لم تكن عملية مسلحة، بل كانت مداهمة لعناصر تخطط ربما لعشرات العمليات الإرهابية، لأن الدولة، وليس في مصر فحسب، ولكن في شتى بلدان العالم، منشغلة بمكافحة الفيروس”.
الانشغال مع كورونا
ويرى عدد من الخبراء الأمنيون أن نشاط الإرهاب في مصر جاء بناءاً على توقعات الجماعات الإرهابية بانشغال الدولة بمكافحة فيروس كورونا، حيث بدأت الشرطة تنفيذ قرار الحكومة بحظر التجول بداية من الساعة 8 مساء وحتى 6 صباحاً، فيما تساهم قوات من الجيش المصري في عمليات تعقيم وتطهير تشمل مباني ومنشآت وقرى في شتى ربوع مصر.
وفي هذا الصدد يقول اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمني: “إن العملية الاستباقية التي قامت بها أجهزة الأمن المصرية، كانت عملية ناجحة بكل المقاييس، وقد أحبطت المخططات التي وضعها الإرهابيون بناء على تصوراتهم بأن الدولة منشغلة بمكافحة كورونا”.
جدير بالذكر أن وسائل إعلام مصرية كشفت عن مقتل ضابط شرطة برتبة مقدم ومجموعة مع المسلحين خلال عملية المداهمة.
وتداولت الوسائل الإعلامية أن أجهزة الأمن طالبت أهالي حي الأميرية بالقاهرة بعدم الخروج من المنازل أو الظهور فى المنافذ، خلال عملية تبادل إطلاق النار بين قوات الشرطة والمسلحين.