الاتفاق مع المعارضة في درعا .. هل يقوّي حزب الله؟
عاد الهدوء الحذر مرة أخرى لأرياف محافظة درعا السورية الواقعة جنوب البلاد بعد أيامٍ من اشتباكاتٍ متقطعة بين قوات النظام السوري ومسلّحين موالين له من جهة ومقاتلي المعارضة المسلّحة من جهة أخرى.
وفي السياق، اندلعت بداية الأسبوع الحالي اشتباكاتٍ عنيفة هي الأولى من نوعها منذ نحو عامين في بلدة الصنمين الواقعة في ريف درعا الشمالي بين قوات الأسد وحلفائها ومقاتلي المعارضة الّذين عقدوا في العام 2018 تسوّية مع حكومة الأسد.
وبحسب مصادر ميدانية فإن الاشتباكات اندلعت على خلفية محاولة قوات النظام الدخول إلى البلدة بعدما حاصرت مداخلها الرئيسية وسط حالة من الذعر بين صفوف المدنيين، لكنها توقفت يوم الاثنين بعد وساطةٍ روسية بين الطرفين.
وأدت تلك الاشتباكات لمقتل ما لا يقل عن 7 من مقاتلي المعارضة، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف المرصد، تلك الاشتباكات بـ “أكبر تصعيد” تشهده محافظة درعا منذ أن استعادت قوات الأسد السيطرة عليها بالكامل في تموز/يوليو من العام 2018.
تبادل الاتهامات
ويتبادل المعارضون وقوات النظام في ريف درعا الاتهامات ذاتها، وكلا الطرفين يتهم الآخر بالتهرب من تنفيذ بنود “المصالحة” الّتي تمّت بينهما قبل نحو عامين برعاية روسية.
ونشرت “العربية.نت” على معلومات تفيد بحصول “تسوية” جديدة في محافظة درعا، تخوّل المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة البقاء في المحافظة أو مغادرتها نحو مناطق المعارضة المسلّحة شمال البلاد بعد الاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين الطرفين.
وبحسب المعلومات فإن هذه “التسوية” ستزيد من فرص صعود حزب الله في درعا، خاصة أن بعض مقاتلي المعارضة كانوا يستهدفون مسؤوليه ومقاتليه بوسائلٍ شتى كمحاولات الاغتيال في ظروفٍ غامضة.
من جهته، قال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “هناك مصالحة منذ العام 2018 وما حصل في ريف درعا كان ان بمثابة ثورة جديدة على تلك التسوية”.
الحلول الجديدة
الحلول الجديدة مع الأهالي كانت ضمن بند واحد وهو أن منْ يرفض تلك التسويات عليه المغادرة إلى مناطق المعارضة”.
ووفق مصادر العربية ميدانية فإن عشرات المقاتلين السابقين من المعارضة والّذين يرفضون إجراء تسوياتٍ مع حكومة الأسد غادروا ريف درعا بالفعل باتجاه مدينة إدلب، بعدما توقفت الاشتباكات بين الطرفين.
وأشارت المصادر لـ “العربية.نت” إلى أن “الجانب الروسي دخل على خط الأزمة في ريف درعا لمنع فتح جبهة جديدة قد تؤثر على سير المعارك في شمال البلاد.
كما كشفت عن أن “3 مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة اعتقلوا في ضواحي بلدة الصنمين”، بعد هجومِ مسلح على حاجزٍ لقوات النظام في تلك المنطقة.
ووفق المصادر فإن 3 مدنيين لقوا حتفهم في بلدة الصنمين في غضون الاشتباكات التي استمرت يومي الأول والثاني من الشهر الجاري.
وتشهد محافظة درعا وأريافها توتراتٍ أمنية كبيرة، أبرزها حصول عمليات الخطف والاغتيال التي تستهدف قوات الأسد ومعارضتها على حدّ سواء وذلك منذ حصول أول تسوية بين الطرفين منتصف العام 2018.