التسول في الأردن .. نشاط يعاني في زمن الجائحة

ظاهرة التسول في الأردن في زمن كورونا \ Roya News
0

إجراءات حظر التجول اتبعتها الأردن مبكرًا للحد من تفشي وباء كورونا، ومع هذا الحظر كان التسول في الشوارع قد ألقى بظلاله على هذه الفئة، بحيث وجد المتسولين أنفسهم أمام تحدٍ حقيقي من شأنه أن يهدد نشاطهم الذي يعتاشون منه.

التسول في الأردن مع دخولنا شهر رمضان المبارك، ازدادت العملية صعوبة على المتسولين، فهذا العام لا توجد تجمعات ولا سهرات رمضانية، حتى التزاحم بالسيارات عند الإشارات الضوئية مع اقتراب موعد الإفطار بدقائق لن يكن موجدًا هذا العام على عكس ما كان يحدث كل سنة.

بؤرة محتملة لانتقال كورونا

وسلط موقع (اندبندنت عربية) الضوء على حياة المتسولين في الأردن خلال فترة حظر التجوال بسبب تفشي جائحة كورونا، بحيث تخشى السلطات بأن يكونوا بؤرة محتملة لانتقال الفيروس، لذا أوكلت للأمن العام مهمة مراقبتهم خلال هذه الفترة، وقد يصل الأمر إلى القبض على المتسولين، فضلًا على أن التسول في الأردن يعد جريمة يعاقب عليها القانون في المادة 389.

حيل جديدة

ومع هذه الاوضاع الجديدة التي فرضها وباء فيروس كورونا، لجأ المتسولون إلى ابتكار أساليب جديدة للتغطية على نشاطهم، بحيث يقومون بالتستر وراء غطاء الباعة المتجولين في الأماكن التي بها تجمع للمواطنين وتحديدًا في الأسواق خلال فترات رفع الحظر.

ويتواجد المتسولون بكثرة عند البنوك وأجهزة الصراف الآلي، الي يتواجد بها أعداد من الناس لسحب مدخراتهم المادية.

وخلافاً لسنوات سابقة كان فيها المتسولون ينشطون قرب المساجد ومراكز التسوق والشوارع والميادين الرئيسة، باتت الأحياء السكنية والشوارع الفرعية اليوم وجهتهم المفضلة، بعيداً عن أعين السلطات.

حجج واهية

وفيما يتعايش بعض المتسولين مع كورونا عبر غطاء بيع مستلزمات الوقاية والتعقيم، يلجأ آخرون للاحتيال بحجج واهية، من بينها الادعاء بأنهم غير أردنيين تقطعت بهم السبل وأنهم بحاجة لشراء مواد غذائية وأدوية أو دفع إيجارات سكنهم.

يعمد بعض المتسولين إلى طرق أبواب المنازل، ويحترف آخرون التسول عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عبر استعطاف الناس، في واحدة من أبرز تجليات جائحة كورونا.

وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حملات تبرع وهمية بحجة مساعدة المتضررين من حظر التجول والحجر المنزلي من الأردن وخارجه، فيما تنشط أخرى لجمع مواد وطرود غذائية مستغلة شهر رمضان.

دخل كبير للمتسولين

وتحدث مدير مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية ماهر كلوب، بأن متوسط الدخل اليومي الذي يجنيه المتسولين الذين يتم القبض عليهم يبلغ 56 دولارًا، في وقت تشير فيه معلومات اخرى أنهم يجنون مبلغ 100 دولار بصورة يومية.

وتقول وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات إن وزارتها تمكنت من العثور على متسولين يملكون عشرات الآلاف من الدنانير، مضيفة إنه “تم العثور على أشخاص يملكون سيارات فارهة ويمارسون التسول”.

استغلال الأطفال والنساء

خلال شهر مارس الماضي، وفي الفترة التي كان فيها فيروس كورونا متفشيًا في الأردن، أوقفت السلطات 215 متسولًا من جنسيات مختلفة.

بحيث تؤكد وزارة التنمية الاجتماعية إلى أن ظاهرة “التسخير للتسول” مع جائحة كورونا تتزايد، وهي التي يقوم فيها أشخاص باستغلال الأطفال والنساء للتسول من خلال توزيعهم على عدة أماكن، وهذه الظاهرة تعد جريمة يعاقب عليها القانون في الأردن بالسجن لفترة لا تقل عن السنة.

وتشير أرقام رسمية إلى أن التسول في الأردن مكن العديد من الأشخاص الناشطين في هذا المجال بامتلاك شقق سكنية وقطع أراضي وسيارات فارهة وشركات تجارية.

وتظهر دراسة أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية حول خصائص المتسولين، أن 98 في المئة من المتسولين أصحاء، و91 في المئة منهم قادرون على العمل، و67 في المئة أميون، فيما يدعي أغلبهم المرض والإعاقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.