الجزائر تحبط مخططا إجراميا لحركة انفصالية استهدف المظاهرات

الجزائر تحبط
0

الجزائر تحبط ،اليوم الأحد، عن إحباطها مخططاً إرهابياً لمنظمة “الماك” الانفصالية كانت تستهدف به مظاهرات الحراك الشعبي.

وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، عن تفاصيل المخطط الإجرامي بعد تحقيقات معمقة مع أحد الموقوفين المنتمين للحركة المتطرفة وكذا ضبط أسلحة حربية.

وأوضح البيان أنه “استكمالا للتحقيقات الأمنية المتعلقة بالعملية المنفذة في أواخر شهر مارس/أذار الماضي، من طرف المصالح الأمنية التابعة لوزارة الدفاع الوطني والمتعلقة بتفكيك خلية إجرامية متكونة من منتسبين للحركة الانفصالية “MAK.

وأشار إلى أن أعضاء الخلية “متورطون في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الوطن”، والذين ضُبط معهم “أسلحة حربية ومتفجرات كانت موجهة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، تم الكشف عن الإعداد لمؤامرة خطيرة تستهدف البلاد من طرف هذه الحركة”.

واستنادا إلى الوزارة الجزائرية فقد “اتضح من خلال الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها العضو السابق في حركة الماك التخريبية المدعو ح. نور الدين، للمصالح الأمنية عن وجود مخطط إجرامي خبيث يعتمد على تنفيذ هذه التفجيرات ومن ثم استغلال صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية”.

مضيفاً: “تورط في هذا المخطط عدة عناصر منتمية للحركة الانفصالية “MAK”، تلقت تدريبات قتالية في الخارج وبتمويل ودعم من دول أجنبية”، دون الكشف عن الجهات الأجنبية التي تقف وراء هذا التنظيم الإجرامي.

وخلص بيان “الدفاع الجزائرية” إلى التأكيد على أن “هذه العملية التي تعكس مدى يقظة المصالح الأمنية لوزارة الدفاع الوطني وقدرتها على إحباط المخططات الإجرامية،الجزائر تحبط لا تزال متواصلة لتوقيف جميع المتورطين في هذه المجموعة التخريبية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار ووحدة البلاد”.

هي حركة متطرفة تطالب باستقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر، وتقع هذه المناطق شرق البلاد وتضم ولايات تيزيوزو وبجاية والبويرة.

تأسست عام 2002 من قبل المغني الأمازيغي فرحات مهني ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، وتسميتها الأصلية “الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل”.

وكشفت الأحداث الأخيرة عن “تحالف” بين هذه الحركة الانفصالية وحركة “رشاد” الإخوانية الإرهابية وفق ما كشفته الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الرسمية، والتي أشارت إلى مخطط مشترك بين الحركتين لضرب استقرار الجزائر بدعم من أطراف أجنبية.

وتصاعدت في الأيام الأخيرة الدعوات لتصنيف الحركتين “تنظيميات إرهابية”، والتي تزايدت مع الصور والمشاهد التي تداولها جزائريون الأسبوع الماضي لعناصر من تنظيم “الماك” وهي تعتدي على عناصر الشرطة في ذكرى “الربيع الأمازيغي”، وأدت أعمال الشغب إلى إصابة أكثر من 35 شرطياً بين إصابات خطرة وخفيفة.

مرت الذكرى الثانية للحراك الشعبي “بردا وسلاماً” على الجزائر، بعد إفشال الأمن لمخططات الإخوان التخريبية، وتمسك المتظاهرين بالسلمية.

هذا ما أجمع عليه عدد من الجزائريين، الثلاثاء، الذين كانوا يخشون أسوأ السيناريوهات خلال مظاهرات الذكرى الثانية لاندلاع الحراك الشعبي التي شهدتها معظم المحافظات الجزائرية بالسلمية.

والاثنين، خرج مئات آلاف الجزائريين في عدد كبير من الولايات، بأضخم مظاهرات شعبية منذ أكثر من عام، وإن انقسمت بين من ذهب إليها “محتفلاً ومذكرا بأن الشارع يبقى ساحة آرائه ومواقفه”.

وبين من خرج ليعلن عودة الحراك الشعبي ومن وصفه بـ”الموجة الثانية للحراك”، طالب المتظاهرون بالتغيير الجذري في احتجاجات تباينت هي الأخرى من منطقة لأخرى.

ووسط كل ذلك، كان القاسم المشترك هو إفشال المتظاهرين والأجهزة الأمنية المخططات التخريبية التي استنفرها “ثالوث الإرهاب الإخواني” وهم ما يعرف بـ”تنظيم القاعدة ببلاد المغرب” و”الجبهة الإرهابية للإنقاذ” المحظورة و”حركة “رشاد الإخوانية الإرهابية”.

ولم تسجل في جميع مظاهرات، أمس الإثنين، أي حوادث عنف أو فوضى، حيث اتحد فيها سلاح سلمية المتظاهرين والمخطط الأمني المضاد لعمليات الاختراق الإخوانية، و”تلك الخطة المضادة التي أفشلت إرهاب الإخوان”.

هذا ما رصدته “العين الإخبارية” في أحاديث الجزائريين بالعاصمة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب كثير منهم عن ارتياحهم لنجاح يوم إحياء الذكرى، التي خرج فيها مئات الآلاف مؤكدين مرة أخرى بأن المعادلة السياسية في بلادهم لم يعد فيها “المواطن البسيط ذلك المجهول أو المتجاهل لرأيه”، وفق أراء المراقبين.

وأجمع كثير من المراقبين الجزائر تحبط على أن وعي المتظاهرين ودقة التحرك الأمني لعبا دورا حاسماً في تجنيب الجزائر سيناريو مشابه للتسعينيات، عندما “أهانت” “الجبهة الإرهابية للإنقاذ” الإخوانية “الفعل الديمقراطي” ومارسته بأسوأ أنواع التطرف الذي سرعان ما تحول إلى “فعل إرهابي” أغرق البلاد في دمار ودماء لم تخرج منه إلا بعد أكثر من 10 سنوات كاملة.

في الذكرى الثانية من الحراك الشعبي الذي أطاح الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، خرج جزائريون إلى الشوارع، الاثنين , ولم تلبث التجمعات الاحتجاجية أن التئمت في العاصمة الجزائرية ، حتى بدأت عمليات الاعتقال، وفق لمحامين وناشطين.

كما انطلقت تظاهرات أيضا في ولايتي البويرة وبجاية مناهضة للسلطات وتحمل مطالب اجتماعية، على ما أفادت مراسلتنا. 

واستقبت السلطات التظاهرات، بنشر أعداد كبيرة من قوات الأمن في وسط العاصمة الجزائرية، وشدد الرقابة على كل مداخلها، وفق “فرانس برس”

ويجد سكان الضواحي صعوبة كبيرة في الوصول الى مقار عملهم في وسط العاصمة بسبب الازدحام الكبير جراء الحواجز الأمنية على مداخل المدينة خصوصا من الناحية الشرقية، على أكد شهود عيان.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر في جميع أنحاء البلاد، خصوصا في الجزائر العاصمة، بمناسبة ذكرى الحراك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.