الحدود السودانية المصرية .. أزمة العالقين تتفاقم
لا تزال أزمة عشرات السودانيين العالقين على الحدود السودانية المصرية متفاقمة، وذلك على خلفية عدم السماح لهم من قبل السلطات السودانية بالدخول إلى البلاد خشية تفشي وباء كورونا.
وفي الثاني عشر من مارس الجاري، قررت الحكومة السودانية تعليق الرحلات الجوية، وفي الوقت الذي كانت فيه الحدود الحدود السودانية المصرية مفتوحة تم إغلاقها من قبل الجانب السوداني ليعلق فيها قرابة 800 شخص.
حالة وفاة
ويحمل المواطن السوداني عدنان خالد سلطات بلاده المسؤولية عن حياة أكثر من 800 شخص عالق على الحدود السودانية المصرية ، حيث توفي أحدهم بسبب الفشل الكلوي، حيث لا تتوافر رعاية طبية مناسبة، فيما أصيب بعضهم بأمراض نفسية نتيجة تزايد القلق والتوتر وغموض مصيرهم، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع (الجزيرة نت).
ويوضح المواطن السوداني حسن بابكر الشفيع أن الكمين الأمني لمدينة السباعية جنوب أسوان أوقف في 18 مارس الجاري 24 حافلة مغادرة مصر في طريقها إلى السودان، وذلك بسبب رفض السفارة السودانية في القاهرة السماح لها بالعبور في الوقت الراهن.
تعجب
ويشير بابكر إلى أن المعبر كان مفتوحا منذ 13 يوما لجميع المصريين القادمين من السودان، حيث عبر نحو 1400 مصري، مضيفا “لكن في نفس الوقت أخبرونا أن السودانيين غير مسموح لهم بالعبور”، متعجبا من عودة جميع الرعايا السودانيين من معظم الدول باستثناء مصر.
وتابع السوداني الخمسيني “يجب أن تعاملنا حكومتنا مثل رعايا الدول التي حرصت على أن تجلب مواطنيها بعد تفشي وباء كورونا، بل وأرسلت لهم طائرات للعودة إلى بلادهم”.
كرم الصعايدة
وبشأن أوضاعهم كعالقين، أوضح بابكر أن شقيقه مريض وأجريت له في القاهرة عملية لتركيب ثلاث دعامات في الشرايين، ويعاني الآن بعد أن اضطر لافتراش الأرض محروما من أي رعاية صحية.
وينتقد بابكر عدم قدوم السفير السوداني في القاهرة لمعرفة أزمتهم عن قرب، نافيا تصريحاته على إحدى القنوات السودانية بتقديم الدعم لهم، قائلا “نشكر الصعايدة، لولاهم كانت أمورنا زادت سوء، حيث يقدمون لنا وجبات يومية ككرم ضيافة”.
لا نرفض الحجر الصحي
أما المواطن السوداني عبد الله محمد بدوي فيوضح أنه جاء إلى مصر لعلاج طفله البالغ من العمر 6 أشهر، وأجريت له عمليتان جراحيتان بتكلفة 90 ألف جنيه مصري (الدولار أقل من 16 جنيها) حتى نفد كل ماله.
ويتعجب بدوي من عدم سماح حكومة بلاده الدخول إلى السودان، مؤكدا أن جميع العالقين لا يرفضون الخضوع للحجر الصحي، خاصة أنه في مصلحتهم أولا ومصلحة أسرهم وأصدقائهم ثانيا.
أوضاع مأساوية
وكشف أحد العالقين على الحدود السودانية المصرية ، عن مدى المعاناة التي تعرضوا لها خلال الأيام الماضية، منذ إعلان السودان إغلاق حدوده وتعليق الرحلات الجوية إلى أجل غير مسمى.
وقال محمد عمر زروق محمد، وهو أحد العالقين في منطقة “السباعية” إنهم يعيشون في أوضاع صعبة للغاية، موضحًا أن عدداً من البصات السفرية وصلت إلى منطقة “السباعية” تباعاً وبلغ أعداد القادمين عبرها حوالي 1200 سوداني.
وأكد زروق أن حوالي 80% من السودانيين العالقين في المعابر الحدودية مع مصر “مرضى” وصلوا مصر بغرض السياحة العلاجية بجانب عدد من التجار والطلاب، وأوضح أن المنطقة المتواجدين فيها “السباعية” عبارة عن خلاء وتبعد “120” كيلو من أسوان وبها كافتريا ونقطة بوليس مصري.
7 حالات إصابة
أعلنت وزارة الصحة السودانية اليوم الثلاثاء عن تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ، لترتفع عدد الإصابات في البلاد إلى 7 حالات .
وقالت الصحة السودانية في بيان لها إن “المصاب السابع رجل أجنبي في الستينيات من العمر وصل إلى السودان قادماً من الإمارات في 14 مارس/ أذار 2020.”
وأوضحت الوزارة أنها بدأت بمتابعة المخالطين وأخذ العينات للتأكد من إصابتهم، وقامت بعزل المريض في إحدى عنابر العزل في الخرطوم وتقديم له الرعاية الصحية.