السلام في ليبيا.. انهيار متوقع بعد استقالة سلامة
لم يتوانى المبعوث الأممي السابق للأمم المتحدة غسان سلامة في تقديم استقالته كمبعوث للأمم المتحدة في ليبيا بعد فشل المسار السياسي في الحصول على حوار يرضي جميع الأطراف السياسية المتعاركة في ليبيا .
استقالة سلامة بعد عامين في ليبيا
ويرى الكثير من الخبراء السياسيين في ليبيا والوطن العربي بأن استقالة سلامة جاءت نتيجة لعدم تحصله على الوصول إلى حل حقيقي للأزمة الليبية .
وكانت جولة الحوار السياسي الأولى في جنيف قد تعثرت بعد انسحاب وفد البرلمان الليبي، وعدم مشاركة وفد المجلس الأعلى للدولة، وكان العامل المشترك الذي برر كل طرف عدم المشاركة على أساسه، هو عدم الإعلان عن الشخصيات المشاركة خاصة مجموعة الـ14 من المستقلين.
وهو الأمر الذي يُشير إلى احتمالية أن الشخصيات التي اختارها سلامة جاءت دون تشاور مع الأطراف السياسية، حسب تأكيد النواب .
وبالعودة إلى يوم أمس الأثنين 2 مارس نجد أن سلامة قال في تغريدة على صفحته الرسمية في موقع “تويتر” :”سعيت لعامين ونصف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد”.
وأضاف سلامة: ” على اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد. لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار” .
والاجتماعات العسكرية لم تتوصل إلى النتائج التي يمكن القول معها إن هناك مؤشرات إيجابية جادة، وهو ما يُشير إلى عدم نجاح أي مسارات أخرى، خاصة أن الأطراف السياسية كانت قد أكدت ضرورة تحقق نتائج متقدمة في الاتفاق الأمني للبدء في الحوار السياسي، وهو ما لم يتحقق حتى الآن .
دور كبير للأمم المتحدة في ليبيا
ولعبت فرق الأمم المتحدة دوراً كبيراً في ليبيا، ويعتبر غسان سلامة هو أحد أفراد بعثة الأمم المتحدة، ما يعني أن النتائج التي توصلت إليها الأطراف لا يجب أن تتأثر باستقالة سلامة” .
وأعرب رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، عن أسفه لعدم استجابة المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة لقرارات مجلس النواب بشأن تشكيل لجنة الحوار في جنيف .
وقال عقيلة صالح في مقابلة مع “سبوتنيك”: “كنا نتمنى أن ينجح السيد غسان سلامة في أداء مهامه ولكنه لم يستجيب لقرار مجلس النواب حول تشكيل لجنته للحوار في جنيف، وبعثنا له عدة استفسارات ومطالب، ولم يستجيب لطلب مجلس النواب في معرفة من هم المشاركين من المستقلين ولم يوضح جدول أعمال المؤتمر ولا مدته ولا آلية عمله .
وأضاف بقوله:”بل اتضح أنه رشح فتحي باشا آغا وهو وزير للداخلية وعبد الرحمن السويحلي وهو عضو مجلس الدولة وغيرهم، هل هؤلاء يعتبرون مستقلين؟ وهو ما أدى إلى تعليق المشاركة من قبل مجلس النواب في هذا الحوار بجنيف” .