السودان واختبار كورونا.. الحكومة تحصل على الدرجة الكاملة في الفشل
أعلن السودان عن أول حالة أصابة بفيروس كورونا المستجد في مطلع شهر مارس المنصرم، وكان هذا بمثابة جرس إنذار لوزارة الصحة لتستعد مبكراً من وضع الخطط لمجابهة الفيروس بجانب توفير ما يحتاجه من مستلزمات طبية وأجهزة تنفس صناعي وغيرها من الضروريات.
وقفت الحكومة السودانية مكتوفة الأيدي تنظر إلى تسلل الكورونا إلى البلاد بأصابة العشرات وحصد الأرواح، لأن أبسط المقومات التي تحد من تفشي الفيروس كالكمامات والمعقمات، لم تقم السلطات بتوفيرها وتوزيعها إلى المواطنين.
تعثرت خطى السلطات الصحية منذ الوهلة الأولى في التعامل مع فيروس كورونا، ليقر وزير الصحة د. أكرم التوم بعد أن مضت الأشهر على أنتشار الكورونا في السودان ويوضح بأن فجوة السودان من التمويل الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد تقدر بـ 153 مليون دولار.
ليبقى السودان في حالة انتظار للمعونات والهدايا من الدول الخارجية والمؤسسات العالمية، لتمد مفوضية التعاون الدولي في الاتحاد الأوروبي يدها بدعم الصحة الأتحادية في السودان بمبلغ (80) مليون يورو، في أطار تقديم المساعدة والدعم لمواجهة تداعيات فيروس كورونا على البلاد.
قبلت السلطات العليا في السودان دعوات وزارة الصحة في دخول البلاد الإغلاق التام للبلاد أو ولاية الخرطوم على الأقل لظهور معظم حالات الإصابة بها لمدة 3 أسابيع، ومدد الاغلاق لمدة عشرة أيام تنتهي في الغشرون من مايو الجاري.
كل القطاعات في السودان اعلنت مساندتها لوزارة الصحة ابتداءا من القوات المسلحة حيث وجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ، بوضع إمكانات الجيش تحت تصرف لجنة طوارئ مواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد. بالاضافة الي التبرعات الرياضيين وابناء السودان في دول المهجر قاموا بمساندة وزارة الصحة.
علاوة إلى اطلق المصدرين السودانيين مبادرة التبرعات المادية لمجابهة فيروس كورونا وبدات المبادرة بعد اعلان السودان حالة الطواري الصحية بسبب تفشي فيروس كورونا وقفل المعابر البريه والجويه والبحرية.
في ذات المسار أستقبلت حكومة السودان الانتقالية دعم بـ2 مليون دولار لمساعدة جهود الحكومة فى مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد مقدم من برامج الأمم المتحدة بالسودان و بعثة اليوناميد فى ظل تردي الأوضاع الصحية بالبلاد.
بينما قدم قدم صندوق أبوظبي للتنمية مجموعة من المساعدات الدوائية والمستلزمات الطبية لدعم القطاع الصحي في السودان، بقيمة إجمالية تبلغ 75 مليون درهم لمساعدة وزارة الصحة السودانية فى التصدي لانتشار الوباء فى البلاد.
وعلى الرغم من التعاون الذي وجدتة وزارة الصحة الاتحادية بقيادة وزيرها د. أكرم الا أن انتشار الفيروس في تصاعد كبير حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية أمس الجمعة، عن ارتفاع عدد الإصابات إلى 1111 حالة بعد تسجيل 181 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وارتفاع عدد الوفيات إلى 59 وفاة بعد تسجيل 7 وفيات جديدة بحسب وزارة الصحة الاتحادية.
وأوضحت وزارة الصحة أن ولاية الخرطوم قد سجلت 140 حالة، وشمال كردفان 14 حالة، وجنوب دارفور 11 حالة، وولاية القضارف 5 حالات، وتسجيل 6 حالات فى ولاية الجزيرة، وتسجيل حالتين فى نهر النيل، وتسجيل حالة واحدة فى كل من غرب كردفان وكسلا.
الشاهد في الأمر أن الشهرين الماضيين أن تغول الكورونا بشكل كبير ليتجاوز المواطنين بل حاصر الجيش الابيض الذي يعتبر خط الدفاع الأول ولم يخف عدد من أطباء السودان قلقهم إزاء ظاهرة إخفاء عدد لا بأس به من المرضى الذين يترددون على المستشفيات حقيقة إصابتهم بالفيروس التاجي.
الأمر الذي يجعل من أمر تعرضهم للعدوى وارد جدًا، لا سيما في ظل معاناة الكادر الطبي مع النقص في أجهزة التقصي الأولى والوسائل والملابس اللازمة لحمياتهم وبقية الكوادر الصحية.
ليقول عضو لجنة أطباء السودان المركزية والمدير الطبي بمستشفى ابن سيناء بالخرطوم الطبيب لؤي عمر الريح رطوم ، أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا لدى العاملين في المجال الصحي من شانه أن يضاعف من الأزمة التي تمر بها البلاد، وذلك بخروج عدد كبير من تلك الكوادر الطبية من الخدمة بشكل مؤقت.
انهيار صحي في السودان
طالبت منصة مجابهة كورونا فى السودان، بإتخاذ إجراءات صارمة والتحوط واتخاذ التدابير اللأزمة حتى لا ينهار النظام الصحي بالبلاد. وأكدت المنصة بأن إغلاق كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة و انعدام الأسِرة بالمستشفيات العامة والنقص الحاد في الكادر الصحي وإصابة عدد كبير منها بفيروس كورونا المستجد مما ينذر بانهيار وشيك فى النظام الصحي.
مستقبل صحي مظلم
الآن الوضع الصحي بالسودان كالقارب وسط البحار تذره الرياح يمينا ويسار، كل المؤشرات والقراءات تذر بكارثة تلوح في الأفق جراء البيروقراطية في مجابهة الفيروس التاجي في السودان. ليبقي التحدي ماثلاً امام السلطات السودانية في تجوز المحنة الصحية في البلاد.
كورونا في السودان طرقت كافة ابواب الولايات ودخلت دون إذن، بعد ما وجدت نافذة وزارة الصحة فاتحة وبلا رقيب، فالاعداد بالولايات في زيادة مستمرة، فضلاً على ارتفاع الاعداد بالعاصمة الخرطوم.
لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالمستقبل الصحي في السودان، فافضل المتفائلون لا يرى هناك بارقة امل في تجوز وزارة الصحة المحنة بسلام، فاشرعة مركبة الوزارة لم تنصب كما يبنغي لها ان تكون، الأمر الذي جعل ضبابية الموقف الصحي تسيطر على الأوضاع الصحية بالبلاد.