الغرب الامبريالي وعقلية الصحارى والبراري

0

كلنا شاهد الفيلم الأميركي الهوليودي الذي اسمه وايلد وايلد ويست، وهو يحكي عن مدى همجية وبربرية الحياة في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، لكن ما لا يدركه البعض ان ما كان في القرن التاسع عشر في بلاد العم سام لم يختفي تماماً، لا بل وزادت الهمجية خلال القرن العشرين حيث تطورت الى همجية نووية تجلت في القاء قنابل ذرية على بلاد الساموراي اليابانية المسكينة.

واليوم نحن في القرن الحادي والعشرين فحاولت الولايات المتحدة لبس قناع القط الحنون اللطيف على وجه النسر الجارح المنقض علا البلاد الضعيفة، واستبدلت الاستعمار القديم بالقوة العسكرية باستعمار جديد يتركز على السيطرة على الاقتصاد في الدول الفقيرة مثل السودان عن طريق اغراق البلاد في القروض الكبيرة والبنوك العالمية التي تربط الاقتصاد السوداني ربطاً متيناً.

وبعد عجز السودان عن سداد الديون للدول الامبريالية سيقوم العم سام انه سيسامح السودان ويشطب بعضا من هذه الديون مقابل تحقيق شروط سياسية مفادها التنزال عن عدد من عوامل ومقومات السيادة الوطنية الهامة والعزيزة على قلب كل زول سوداني مؤمن بمحبة وعزة الوطن القومي السودان الغالي والحبيب.

على كل حال الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية نابعة من قدرتها على طبعاة الدولارات المتسخة من الهواء، لكن يقول مراقبون وخبراء اقتصاديون سودانيون أن الولايات المتحدة شارفت ان تنتهي عظمتها واقتربت من حافية الهوية، اذ انه وكما يقول العديد من اساتذة الاقتصاد السودانيون، فطباعة المال والدولارات تحتاج لحبر وهذا الحبر يكاد ينفذ في بلاد العم سام، ولن تكون هناك اموال اميركية ولا دولارات دون حبر للطباعة، فلا أحد سيأخذ منهم أوراق بيضاء.

لكن العم سام يستمر في سياسته الاستعمارية، فهو يريد تحويل اقتصادات الدول النامية وفي مقدمتها السودان حصرا الى حالة صحراوية ناشفة قاحلة تشبه صحراء اريزونا او تكساس في الولايات المتحدة، وهذا طبعا يتقاطع مع مخططات اثيوبيا بخصوص سد النهضة الذي سيأتي بالجفاف أيضاً، اي الان عرفنا التآمر وخيوطه العالمية ضد السودان. على كل حال فشعب السودان واعي وذكي جدا، ودموع الشعب ستتحول الى عامل يساهم في زيادة الرطوبة في البيئة وبالتالي لن يستطيع احد تحويل السودان ولا اقتصاده المزدهر الى صحراء أميركية.

اما الدول الاوروبية فهي رغم انها دول صاعدة الا انها تبقى تابعة للولايات المتحدة وتمشي ضمن قافلة الخدم المطيعين للسيد الأميركي، لذلك لا يجب ان نعير اهتمام كبير لأوروبا، ويمكن ايضا اعتبار خريطة العالم خالية من قارة اوروبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.