القوات الأمريكية تسحب عدد من جنودها المتواجدين شرقي سوريا
أعلنت القوات الأمريكية المتواجدة شرقي سوريا ، اليوم، عن قيامها بسحب عدد من قواتها وآلياتها وتوجيها نحو إقليم شمال العراق وذلك خلال طوق أمني مكثف.
وبلغت عدد القوات الأمريكية المنسحبة من شرقي سوريا حسب ماجاء في موقع سوريا الآن، حوالي 50 جندي، وعدد من الآليات العسكرية انسحبت عبر معبر معبر الوليد غير الشرعي، متجهة نحو إقليم شمالي العراق.
يأتي ذلك مع نية الإدرارة الأمريكية في سحب قواتها المتواجدة في سوريا ، حيث وجه المستشار الأول للبنتاغون الكولونيل “دوغلاس ماكريغور” عدة دعوات لسحب القوات الأمريكية من سوريا .
ويننتشر الجيش الأمريكي في 11 قاعدة ونقطة عسكرية في المناطق الخاضة لسيطرة قسد في كل من الحسكة، والرقة، ودير الزور، شمال شرق البلاد.
يشار أن القوات الأمريكية انسحبت من عدد من قواعدها شمال شرقي سوريا تزامناً مع عملية “نبع السلام” التي أطلقها الجيش التركي في أكتوبر من العام الماضي، لكنها لم تنسحب من قواعدها الواقعة في حقول النفط ومحيطها.
كما بدأت القوات الأمريكية عملياتها البرية في سوريا أواخر العام 2015، حيث وصل عدد من عناصر الوحدات الخاصة إلى مناطق في شرق وشمال البلاد، لتشكيل تحالف مع ميليشيات محلية وفصائل معارضة للنظام، ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ازداد عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي في سوريا اعتبارا من 2016 ليصل تعدادها رسميا إلى 2000 جندي يتمركزون في قواعد عسكرية بمناطق شرق وشمال البلاد.
وسيفتح الانسحاب الأمريكي من سوريا الطريق أمام القوات التركية والفصائل التي تدعمها لشن عملية ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عنصرا رئيسيا فيها.
ويرى مراقبون أن الانسحاب سيصب بمصلحة تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، بينما سيكون الأكراد هم الخاسر الأكبر.
وعقب إعلان بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا، توالت ردود الفعل الدولية، وصدر أحد أقوى ردود الفعل من قوات سوريا الديمقراطية، الحليف السوري الرئيسي لواشنطن، التي اعتبرت أن الانسحاب الأمريكي سيعطي زخما لتنظيم “الدولة الإسلامية” ليعود للظهور.
وقد عبّر حلفاء الولايات المتحدة الغربيون كذلك عن عدم رضاهم عن القرار الأمريكي. إذ أكدت بريطانيا أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يهزم وما زال موجودا في سوريا.
وأكدت باريس أن تواجدها في سوريا إلى حين هزيمة التنظيم بالكامل، وطرده من آخر الجيوب التي يسيطر عليها في البلاد، فيما رأت برلين أن الانسحاب الأمريكي قد يضر بالمعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.