الكادحون.. مخالفة حظر التجوال بأمر لقمة العيش

جانب من العمال في مجال القطارات في إيران المصدر منطقة مجاهدي
0

لا شك أن فيروس كورونا أو ما يعرف بكوفيد 19 قد عمل على تدمير الكثير من البنى التحتية الاقتصادية للكثير من الدول الغربية والعربية والإفريقية على حد سواء، لا سيما في ظل انتشار الفيروس يوما بعد الآخر بشكل كبير .

معاناة كبيرة

وحتى الآن لم يتم التوصل إلى أي مصل أو علاج فعال من اجل الاستشفاء من هذا الفيروس، وهناك العديد من الفئات في المجتماعت المختلفة نجد أنها أكثر تأثيراً من الفئات الآخرى .

فعلى سبيل المثال دائماً ما تكون فئة العمال الكادحون بكافة مستوياتهم واقسامهم المختلفة هى الفئة الأكثر تضرراً، بأعتبار ان هؤلاء يقفون على الخطوط  الأمامية المواجهة الأولى مع الفيروس الجديد الذي اجتاح مساحات شاسعة من كوكبنا .

فهؤلاء ليسوا أطباء ولا ممرّضين ولا مسعفين ولا عاملي نظافة (وتطول القائمة)، غير أنّهم لم يتخلّفوا يوماً عن عملهم .

وهؤلاء يضطرون إلى الخروج من بيوتهم في كلّ يوم، وهدفهم تأمين عيشهم وعيش أسرهم المعدمة في غالب الأحيان .

مخالفة حظر التجوال

وهؤلاء الكادحون يخالفون في أوقات كثيرة حظر التجوّل المفروض أو حالة الطوارئ وما إليهما، كلّ بحسب الإجراءات المطبّقة في بلده والآيلة كلّها إلى الحدّ من تفشّي وباء كورونا .

بالنسبة إليهم، الوباء العالمي أكثر رحمة من الفقر والجوع، بالتالي لا يتوانون عن خرق التدابير الاحترازية المفروضة من قبل السلطات .

وفي حال أنهم لم يعملوا، فإنّ الجوع قد يقتلهم أو يقضي على أفراد من عائلاتهم، ومن هنا، لا بدّ من تحدّي المرض الجديد والمضيّ قدماً في حياة لم يختاروها، هي حياة وجدوا أنفسهم متورّطين فيها ولا مفرّ من ذلك على الإطلاق .

لا شك أن فيروس كورونا يخيفهم، شأنهم شأن كثيرين يتوزّعون في بقاع مختلفة من المعمورة، إلا أنّهم يتعالون على فزعهم وكذلك قلقهم من أجل لقمة العيش الكريمة التي يبحثون عنها ليل نهار .

تضرر فئات أكثر من آخرى

ووسط الوباء العالمي الجديد، ثمّة فئات تجد نفسها متضرّرة أكثر من غيرها وذلك من نواح مختلفة،

وعلى سبيل المثال فإنه في شهر مارس المنصرم، أعلنت شركة “المقاولون العرب” المصرية، إحدى أكبر شركات المقاولات في مصر، عن توقّف كلّ الإنشاءات الموكلة للشركة في العاصمة الإدارية الجديدة، بعد اكتشاف أكثر من 20 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد بين العاملين في مشروع “الزهور” التابع لضباط القوات المسلحة في المنطقة السابعة .

وبعدها بأيام، أعلنت وزارة قطاع الأعمال المصرية بدء تطبيق عزل ذاتي في المنازل بالنسبة إلى عمال “مصر المحلة” و”النصر للغزل” بعد الاشتباه في حالتَي إصابة بالفيروس الجديد.

وتعتبر شركة “مصر المحلة” هي أكبر شركة للغزل والنسيج في البلاد أنشئت في عام 1927 ويقدّر عدد عمالها بنحو 15 ألف عامل، فيما يقترب عدد عمّال “النصر للغزل” من نحو ثلاثة آلاف عامل، وهما تتبعان للشركة القابضة للغزل والنسيج التي تشرف عليها وزارة قطاع الأعمال العام .

عمل دون توقف

وبالرغم من كل ما يحدث فإن بعض الشركات والمصانع في مصر، على الرغم من ذلك، ما زالت تدير ماكيناتها وتزيد من حصيلة إنتاجها على حساب صحة الكادحون في كلّ أنحاء البلاد .

ولا يملك العمّال قرار العزلة في المنازل كغيرهم من المواطنين، فهم رهائن لقمة العيش في كلّ زمان ومكان ما لم تشملهم الحكومة بإجراءات حماية ووقاية تحفظ لهم أماكنهم في العمل ودخلاً يبقيهم مع أسرهم على قيد الحياة .

وقبل أيام، تظاهر عشرات من عمّال مصنع “اللوتس” للملابس الجاهزة بمنطقة الاستثمار في مدينة بور سعيد، ضدّ صاحب المصنع لعدم تنفيذه قرار الإغلاق الجزئي وتعريض حياة العمّال للخطر في مواجهة الفيروس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.