المشيشي يُعاني من تشكيل الحكومة التونسية.. وعراقيل متجددة أمام الرجل

بعد أن دخلت مشاورات الحكومة التونسية الجديدة، أمس الإثنين، أسبوعها الثالث (من جملة شهر واحد هي المهلة الدستورية المحددة لتشكيل الحكومة) دارت الكثير من الأحاديث عن قدرة الرئيس المكلف هشام المشيشي على تشكيل الحكومة في الظل العديد من العراقيل التي تقف أمامه .

حوارات شكلية

وحتى الآن لم يوضح هشام المشيشي أي تفاصيل عن الحكومة الحالية، وعن كيفية ما إذا يمكن أن تكون حزبية أو مستقلة، في الوقت الذي تترقب فيه العديد من الأوساط السياسية في تونس الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة .

وعلى مدى أسبوعين ظل المشيشي يجري الكثير من الحوارات الشكلية مع الأحزاب، ولم يتطرق إلى أي تفاصيل تدخل في صلب الموضوع، إلى جانب لقاءات بشخصيات وطنية أو رؤساء سابقين .

ومن المتعارف عليه فإن هذا الأمر في ظل السير البطيء يثير بعض المخاوف التي كانت أُثيرت منذ تعيين المشيشي من طرف الرئيس التونسي قيس سعيّد، من أنّ النية قد تكون وضع الجميع أمام الأمر الواقع في آخر لحظة، واتباع استراتيجية تبديد الوقت إلى آخر ساعة من عمر المهلة الدستورية .

البحث عن حلول

ويحتاج المشيشي إلى وقت طويل من أجل الحد من الخلافات السياسية التي تحدث في البلاد في الوقت الراهن، وذلك من أجل وجود صيغ توافقية يتجمع حولها الفرقاء .

ويتوقع بعض السياسيين بأن المشيشي سوف يفاجئ الجميع بوضع قوانين ملزمة أمام الجميع في ما تبقّى من عمر المفاوضات في الفترة المقبلة .

ويعيش المشيشي في أجواء سياسية متوترة في الوقت الراهن، وذلك بعد الجلسة البرلمانية الساخنة، والتي تتعلق بسحب الثقة من رئيس البرلمان رئيس حركة “النهضة” راشد الغنوشي، وتبادل الاتهامات بين الأطراف كلها .

وبدأ المشيشي بفقد بعض الدعم من مناصريه القريبين منه، الأمر الذي يعني بأن الفترة المقبلة سوف تكون بالغة التعقيد بالنسبة للرجل .

نهج سليم

وفي السياق فقد دعا زهير المغزاوي، الأمين العام لـ”حركة الشعب”، النائب عن الكتلة الديمقراطية، المشيشي، إلى “عدم تكرار سيناريو الحبيب الجملي في تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت والدخول بسرعة في صلب الموضوع” .

وأضاف المغزاوي في تصريح لإذاعة “موزاييك”: “في حركة الشعب نعتقد أنّ النهج الذي اتبعه المشيشي بالتشاور مع مختلف الأطراف والاطلاع على مختلف وجهات النظر سليم، ولكن المشكلة هي إضاعة الكثير من الوقت” .

وزاد : ” إن عملية تشكيل الحكومة ليست سهلة في ظلّ مشهد متشنج ومشتت، والمشيشي يعتقد أنّ ذلك سهل، ولذلك ننصحه بالدخول بسرعة في صلب الموضوع. فالأسبوع الماضي لم ندخل في المهم وكان أسبوع انطباعات، ولذلك على المشيشي أن يُسرع لأنّ الأصعب ينتظره خلال الأيام المقبلة” .