المعابر التركية تعبد طريق أردوغان للضغط على أوروبا
فتح المعابر التركية أمام اللاجئين السوريين شكل أزمة كبيرة في الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر خطوة أردوغان بمثابة ابتزاز صارخ لتحقيق أهداف تركية.
وكانت أنقرة قد اتخذت قرارا بفتح المعابر التركية أمام اللاجئين إلى أوروبا في أعقاب مقتل 34 جنديًا تركيًا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة “الأناضول ” فقد عزا المسؤولون في حكومة أردوغان فتح المعابر التركية إلى عدم قدرة البلاد على تحمل أعداد جديدة من اللاجئين، في وقت يتدفق فيه آلاف المدنيين من شمالي سوريا، هربًا من القصف المدمر لمدنهم وقراهم .
وكانت عملية ترحيل الرافضين للعيش تحت حكم بشار شملت غالبية المحافظات، من درعا إلى دمشق والغوطة وحمص وحماة، وغيرها، بينما كان عدد سكان إدلب وريفها لا يتجاوز المليون، أصبح بقدوم المهجرين إليها يزيد عن أربعة ملايين نسمة.
الاتحاد الأوروبي وشروط تركيا
ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقًا لمعالجة تدفق اللاجئين نحو أوروبا عبر المعابر التركية، يقضي بإبعاد اللاجئين الجدد إلى تركيا، مع تسريع كل من تسديد المساعدات المالية لتركيا، وإلغاء تأشيرات دخول الأتراك إلى أوروبا، وانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، وجاء ذلك بعد لقاء عام 2016 جمع رئيس وزراء تركيا آنذاك، أحمد داود أوغلو، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، في بروكسل،
وتمثلت أهم بنود الاتفاق القاضي بتقنين الدخول إلى أوروبا عبر المعابر التركية في إعادة جميع اللاجئين الجدد الذين يصلون من تركيا إلى الجزر اليونانية، بداية من 20 مارس/آذار 2016، إلى تركيا، ووضع حد للرحلات الخطيرة عبر بحر إيجه، والقضاء على عمل المهربين.
ونص الاتفاتق على خضوع طلبات اللجوء عبر المعابر التركية للدراسة في الجزر اليونانية، ومن لا يقدمون طلب لجوء أو يثبت أن طلبهم لا يستند إلى أساس أو لا يمكن قبوله، تتم إعادتهم إلى تركيا.
تعاون مع الاتحاد الأوروبي
وتم توكيل تركيا واليونان بالإجراءات بمساعدة مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك وجود عناصر أتراك في الجزر اليونانية، وعناصر يونانيين في تركيا، على أن يتكفل الاتحاد بنفقات إعادة اللاجئين عبر المعابر التركية .
ومن الشروط أيضا خطة تتمثل في أن أي سوري يعاد من الجزر اليونانية عبر المعابر التركية يتم استقبال سوري آخر من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وتم تحديد سقف قدره 72 ألف لاجئ.
اتفقت الأطراف كذلك على تحرير تأشيرات الدخول: يتم تسريع العمل على خريطة الطريق للسماح بإعفاء مواطني تركيا من تأشيرات الدخول إلى أوروبا، في مهلة أقصاها نهاية يونيو/حزيران 2016، على أن تستوفي تركيا المعايير الـ72.
في مقابل ذلك يُسرع الاتحاد بتسليم تركيا مساعدة تبلغ ثلاثة مليارات يورو، لتحسين ظروف معيشة اللاجئين السوريين العالقين في المعابر التركية .
وفيما يخص ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة لتركيا فقد وافق الاتحاد على فتح الفصل 33 من مفاوضات العضوية.
إحصائيات الأمم المتحدة
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن نحو 100 ألف لاجئ يتمركزون الآن على طول الحدود التركية اليونانية، البالغ طولها 212 كيلومترًا.
من جهته قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن عدد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، في المعتبر التركية باتجاه أوروبا، زاد عن 130 ألف، وهو في ارتفاع.
فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إن الاتحاد الأوروبي ينظر “بقلق” إلى تدفق المهاجرين عبر المعابر التركية باتّجاه حدوده في اليونان وبلغاريا.
وتكرر على لسان مسؤولين أتراك، خلال الأيام الماضية، القول بأن تركيا لن تمنع اللاجئين من التوجه إلى حدودها، في طريقهم إلى أوروبا، سواء برًا أو بحرًا وهو المبرر وراءالتدفق الراهن للاجئين، ومعظمهم من اللاجئين السوريين، باتجاه حدود تركيا مع أوروبا .