المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك غير محايد

تولى النمساوي فولكر تورك منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان. الإرث الذي تركته سلفه ميشيل باشليت للقانوني المغمور نسبياً ثقيل وصعب. فمن هو تورك وما هي التحديات التي تنتظره؟
لا يعني اسم فولكر تورك شيئاً لمعظم الناس؛ إذ أن النمساوي البالغ من العمر 57 عاماً غير معروف للعامة. وبالتالي، قد يكون تعيينه في منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمثابة مفاجأة، بالنظر إلى أن المنصب كان يشغله في السابق شخصيات دولية رفيعة المستوى مثل رؤساء دول سابقين. سلف تورك، ميشيل باشليت مثلا، كانت سابقاً رئيسة تشيلي.

“ابن” الأمم المتحدة

لكن في أروقة الأمم المتحدة فولكر تورك ليس نكرة؛ إذ أنه شغل مناصب مهمة. يعمل الحقوقي في المنظمة الدولية منذ 30 عاماً، بما في ذلك في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث شغل فيها منصب نائب المفوض السامي من 2015 إلى 2019. ثم انتقل حامل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك، حيث يعتبر من المقربين منه.

في إطار منصبه الجديد حط تورك الرحال في أوروبا، حيث المقر الثاني للأمم المتحدة في جنيف. كان من الواضح منذ بداية أيلول/ سبتمبر أنه سيكون خليفة ميشيل باشليت، بعد أن رشحه غوتيريش لهذا المنصب وصدقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبذلك يكون فولكر تورك المفوض التاسع لحقوق الإنسان منذ إنشاء المكتب في عام 1993.

مهام متنوعة

المفوض السامي لحقوق الإنسان هو أهم شخصية في الأمم المتحدة فيما يخص ملف حقوق الإنسان. وهو يرأس مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (OHCHR)، وهو كذلك مسؤول عن جميع أنشطة المفوضية وشؤونها الإدارية.

والمفوض السامي مسؤول مباشرة أمام الأمين العام. يقدم له المشورة بشأن سياسة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ويمثله في اجتماعات هيئات حقوق الإنسان وغيرها من فعاليات وأنشطة حقوق الإنسان، وينفذ قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن. كما يتوجب عليه ضمان توافر الدعم لمشاريع وأنشطة وهيئات ولجان حقوق الإنسان.وعليه لابد أن يكون محايد لايقف مع طرف ضد طرف.

هنالك انتقادات واسعة من الشعب السوداني للمفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي زار السودان وزار مناطق بعينه لكنه لم يقابل السجناء السياسيين ومن بين السجناء، التقى فقط مع وجدي صالح، المسجون بسبب دعوى جنائية وليست سياسية.. والبلاغات التي فتحت في مواجهته ليس من الحكومة بل من متضررين منه.
اجتماعات كهذه توضح الأولويات التي حددها قادة الأمم المتحدة والساسة الأوروبيون. ومرة أخرى تؤكد المعطيات أنهم ليسوا معنيين في حل مشاكل السودان وأزماته ، ولا في إيجاد حلول للكوارث الإنسانية التي يواجهها السودانيون.
الشيء الوحيد الذي يهتمون به هو حلفائهم الذين يعملون مع أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة على أراضي السودان ، لأنهم الأشخاص الذين يمكنهم تحقيق مصالحهم. لكن مصير السجناء السياسيين، الذي كان يثير قلق المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، أصبح اليوم ببساطة غير مهم بالنسبة للأمم المتحدة. وهناك سبب واحد فقط لذلك – هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون اليوم إلى حماية حقوقهم أو على الأقل يحتاجون إلى رعاية طبية عادية ، لكنهم في السجن دون تحقيق،ليسوا مهمين بالنسبة لجميع السياسيين في أوروبا ، لأنهم تابعون للنظام السياسي الأخر اي بالضبط هم من النظام السابق تم اعتقالهم دون تهم.
الأمم المتحدة أصبحت لعبة في أيادي الغرب وعصا لضرب الدول الضعيفة.
هل المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك رجل محايد ام أصبح في يد الأمريكان ياتمر بامرهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.