المكونات القبلية في شرق السودان.. رفض متجدد لتعيين الوالي وتخوف من فرط الأمن

الوالي الجديد المصدر السودان الآن
0

في ظل الرفض الكبير والمتواصل الذي وجده الوالي الجديد لولاية كسلا السودانية صالح عمار من عدد من المكونات القبلية ظلت حالة التوتر والاحتقان تنتشر بين المكونات القبلية والحكومة السودانية في تلك المنطقة ولمدة ثلاثة أسابيع متواصلة .

صعوبات متجددة

وبلغت التوترات أشدها في اليومين الماضيين في ظل صعوبات بالغة تواجهها حكومة عبد الله حمدوك بعد تعيين الوالي الجديد صالح عمار .

ويتواصل الرفض من بعض المكونات القبلية للحاكم الجديد لولاية كسلا، الذي جرى تعيينه ضمن 18 واليا مدنيا بواسطة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك .

ومن المتعارف عليه فإن مثل هذه التعقيدات في تلك الأقاليم تعني التأثير على المناطق المجاورة، الأمر الذي يشير إلى إنفراط كبير في الأمن والعقد الاجتماعي، الذي يتخووف الكثير من السودانيين من حدوثه لطبيعة التركيبة السكانية لتلك المنطقة .

رفض متواصل

وترفض حوالي 9 من المكونات القبلية الـ 11 في شرق السودان تعيين صالح عمار باعتبار انه ينحدر من قبيلة البني عامر في ظل مناداة الكثير منهم بتعيين والي محاييد ولا ينتمي إلى أي قبيلة من قبائل الشرق على الإطلاق .

والمكونات التي ترفض تعيين عمار والياً لكسلا هي قبائل البجا، الهدندوة والهوسا، بجانب قبائل آخرى، فتلك المكونات بينها حساسية تاريخية ومتواصلة مع البني عامر وخلافات وصلت في كثير من المناسبات إلى حد الإقتتال الدامي .

ويعتقد بعض الخبراء السياسيين بأن الوضع الذي يحدث في ثغر السودان في الوقت الحالي يعتبر امتحان بالغ التعقيد بالنسبة لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ولطاقم حكومته في ظل ارتفاع وتيرة الخلافات .

وتجري في الوقت الراهن العديد من الجهود من أجل الوصول إلى حلول مرضية لهذه الأزمة بين الحكومة والأعيان القبلية .

 وترفض المكونات القبلية تعيين هذا الوالي في ظل تمسك قوى الحرية والتغيير الحاضن السياسي للحكومة بهذا الخيار، في الوقت الذي تلعب فيه السلطة الانتقالية في مجلس الوزراء والمجلس السيادي دور الوسيط بين الطرفين المتنازعين .

ردود أفعال متباينة

وفي السياق فإن بعض القوى السياسية تنادي بالإستجابة لأهل كسلا باعتبار انهم أدرى بشؤن منطقتهم أكثر من غيرهم، وذلك من شأنه أن يقلل من الاحتقان الذي يحدث في الوقت الراهن .

وترى هذه القوى السياسية بأن الكتل التي ترفض التعيين أكثر من نصف المكوات القبلية في المنطقة الامر الذي يشير إلى ان التغيير لا بد من ان يتم من اجل تلافي المزيد من التوترات السياسية والقبلية في المنطقة .

كما أن انسياق قوى الحرية والتغيير في فرض رأيها على المكونات القبلية في المنطقة يضعف من تواجدها السياسي مستقبلاً في عموم الشرق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.