الملء الثاني لسد النهضة بإرادة منفردة يخيف مصر والسودان
زادت مخاوف مصر والسودان من الخطر الناتج عن الخطوة الإثيوبية الأحادية المتمثلة في الملء الثاني لسد النهضة الذي يبنى على النيل الأزرق،ما دفعهما إلى الإعلان عن مقترح جديد وهو الوساطة الرباعية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث.
وقد اقترح السودان قبل أيام أن تكون هناك وساطة رباعية مكونة من الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة والامم المتحدة ، وهو ما أعلنت وزراتي الخارجية والموارد المائية والري في مصر عن تأييده، لكن الرد الإثيوبي غير واضح حتى الآن رغم تصريحات متحدث وزير الخارجية الإثيوبي حول أن الملء الثاني للسد سيكون في موسم الامطار المقبل .
وتعرف مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث حالة حرجة بعد إعلان دولة جنوب إفريقيا وقت رئاستها للاتحاد الإفريقي عن فشل المفاوضات في التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث وتجمد المباحثات منذ يناير الماضي، مع استمرار تصريحات الأطراف الثلاثة حول رغبتهم في استكمال المفاوضات.
الوساطة الرباعية.. هل تنجح في حل أزمة سد النهضة؟
كما أكد وزير المائية والري المصري محمد عبد العاطي، تأييد المقترح الذي تقدم به السودان سابقاً بتطوير آلية مفاوضات سد النهضة من خلال تكوين رباعية دولية تشمل بجانب الاتحاد الإفريقي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في المفاوضات تحت رعاية وإشراف رئيس دولة الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي باعتباره رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي، وذلك لدفع المسار التفاوضي قدماً ولمعاونة الدول الثلاث في التوصل للاتفاق المنشود في أقرب فرصة ممكنة.
وقال وزير الموارد المائية والري السابق حسام مغازي، إن الفترة السابقة عندما بدأت المفاوضات تأخد مجراها تحت رعاية الإفريقي كان خبراء الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمارسون دورا رقابيا فقط دون تدخل في المفاوضات.
وأوضح أن الجولات استمرت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لكنها لم تنتهي للنتيجة المطلوبة وبالتالي حدث نوع من الجمود الفترة السابقة.
وأضاف مغازي الذي تولى إدارة ملف سد النهضة لعدة سنوات أثناء توليه وزارة الري المصرية أنه عندما تولت الكونغو الديموقراطية رئاسة الاتحاد الإفريقي، كان مطلب السودان هو وجود الطرف الأميركي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ليس بصفة مراقبين ولكن رعاة، موضحا أن هذه التحول ربما يعطي المفاوضات نوعا من الجدية والثقل، باعتبار هذه الأطراف ستكون محايدة
ووصف المسؤول المصري السابق هذا المقترح بـ “الجيد”، لكنه عبر عن أمله في موافقة الطرف الإثيوبي على هذا المقترح حتى تكون هناك جدية في التفاوض، موضحا أن مصر في جميع الأحوال تسعى بكل الوسائل السلمية وبالتفاوض البحث عن مخرج لهذا التعثر الحالي.
وبشأن إمكانية التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث قبل موسم الأمطار في شهر يوليو المقبل، قال: “قد لا أسعى إلى التشائم، لكن مع المشكلة حدودية بين السودان وإثيوبيا قد تلقي بظلالها على مسار مفاوضات النهضة، لكن بلا شك فإن حل هذه القضية سيشجع للجلوس معا مرة أخرى”، مضيفا أن هناك مهلة 4 شهور لحل الأزمة قبل فيضان يوليو المقبل.