المنظمات الخيرية في ليبيا.. جهود متواصلة بالرغم من شح الإمدادات
في ظل الغياب الحكومي الذي تعيشه ليبيا في العديد من الجوانب الحياتية المهمة، تعمل عدد من المنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني على تغطية النقص في بعض الجوانب، ولكن هذه المنظمات تعاني الكثير من الضغوطات بسبب التحديات التي تواجهها .
مهام متعددة
وتعمل هذه المنظمات على تقليل التحديات المعيشية التي يواجهها المواطن الليبي، في الوقت الذي لا يوجد فيه تبرعات أو دعم رسمي من أي جهة آخرى حكومية .
وتعمل هذه المنظمات الخيرية على التنسيق فيما بينها بالرغم من حالة الانقسام التي تعيشها البلاد، حيث تنتشر بين المدن المختلفة، وبعض الأحياء، وتقوم بالكثير من الأعمال الإنسانية كتيسير الزواج، وصناديق الدعم الخيري، وإحياء المراكز الصحية في القرى المختلفة، بجانب الأعمال الصغيرة الميدانية كالنظافة .
كما تعمل هذه المنظمات الخيرية على التوعية بفيروس كورونا المستجد وخطورته على المواطن الليبي، وغيرها من المهام الآخرى ما يجعل من جميع هذه الأعمال غاية الصعوبة من أجل مواجهة متطلبات المواطنين .
ثقة كبيرة
ولكن بالمقابل فإن هناك العديد من الخيرين في البلاد، والذين يقومون بدعم هذه المنظمات الخيرية كما أن بعض المواطنين المقيمين بالخارج يقومون بإرسال مساعدات لهذه المنظمات، الأمر الذي يساهم في التقليل من الضغوطات التي تعيشها الأسر .
وتعمل في ليبيا حوالي 100 منظمة خيرية، حيث تجد 99% من هذه المنظمات الثقة من رجال الأعمال، خاصة في ظل إثباتها في جدية العمل .
واثرت الأوضاع الاقتصادية عموماً في الكثير من الأعمال الروتينية التي كانت تقوم بها هذه المنظمات، إذ أن الحصول على الاموال والبحث عنها لمساعدة المحتاجين كانت تتصدر هذه الأولويات، باعتبار أن رجا لالاعمال في البلاد لا يتوقفون عن دعمهم بالأوال .
وبعد جائحة كورونا، أصبح الحصول على الأموال أمراً بالغ التعقيد، لا سيما في ظل معاناة رجال الأعمال، وبحثهم المستمر عن تعويض الخسائر التي فقدوها في الأشهر الماضية بسبب الجائحة .
شبيه للدور الحكومي
ويعتبر العديد من الليبيون بأن شريحة الأطفال تعتبر من أكثر الشرائح التي تعاني من سوء الأوضاع في ليبيا، كخاصة مع أوضاع الحرب وانتشار فيروس كورونا في ظل المعاناة الكبيرة في قطاع التعليم بالنسبة لهم مع المهددات الامنية المتزايدة .
ويعتقد البعض بأن دور هذه المنظمات كبير للغاية، وهو أشبه بالدور الحكومي مع اختلاف بعد الأدوار، وما يجعلهم مختلفين، هو أن العمل التطوعي دائماً ما يكون أكثر تأثيراً وجدية من العمل الحكومي الذي يستند على المصالح .
ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من المعاناة بالنسبة للمنظمات الخيرية في ظل الضغوطات التي تواجهها في الوقت الراهن، على أمل أن تبقى الحلول داماً موجود من اجل مساعدة الشعب الليبي الذي عانى من ويلات الحرب والتشرد .
[…] المنظمات الخيرية في ليبيا.. جهود متواصلة بالرغم من شح ا… […]