الميليشيات في ليبيا .. حاجز أمام التسوية وانتهاكات مستمرة
بعدما سيطرت الميليشيات المسلحة في ليبيا على العاصمة طرابلس بدت المساعي الدولية لتحقيق السلام وإرساء أجواء من الهدنة صعبة للغاية، لا سيما وأن الوصول إلى السلام يصطدم بحاجز الأوضاع الأمنية المتردية وتحديدًا في المنطقة الغربية حيث تتواجد الميليشيات بكثافة مما يهدد أي جهود لوجود سلطة موحدة في البلد الذي مزقته الحروب.
ومنذ أبريل من العام الماضي تدور في العاصمة الليبية اشتباكات مسلحة بين الجيش الوطني الليبي والقوات التابعة لحكومة الوفاق، بعدما أعلن الجيش عزمه على تطهير العاصمة من الميليشيات المسلحة.
واستمر القتال طيلة الأشهر الماضية دون حسم من الطرفين فيما تصاعد التدخل التركي عبر آلاف المرتزقة والإرهابيين وهو مازاد في تأزيم الأوضاع بشكل كبير.
انتهاكات ترهونة
وعقب سيطرة الميليشيات في ليبيا على مدينة ترهونة ظهرنت مقاطع فيديو على الإنترنت توضع قيام هذه الجماعات الإرهابية بأعمال نهب وحرب للمنازل والعائلات التي تربطها صلة بالجيش الوطني الليبي.
حيث حاولت حكومة الوفاق أن تتهم الجيش الليبي بمسؤوليته عن المقابر الجماعية في ترهونة، إلا أن تصفية أسير من قوات الجيش الوطني ودفنه في ترهونة فند هذه الإدعاءات.
مما دفع بعدد من الناشطين عبر الشبكات الاجتماعية بشن هجوم لاذع على حكومة الوفاق وميليشياتها، مبدين تخوفهم من أن تقوم هذه الميليشيات المدعومة من تركيا بتصفية المزيد من الأسرى ودفنهم بمقابر جماعية بمدينة ترهونة.
وبحسب الناشطين، فإن نقل الباروني إلى ترهونة ودفنه في مقابر جماعية، الغرض منه محاولة اتهام الجيش الليبي بالوقوف وراء الأمر، محذرين من “خداع” حكومة الوفاق ومليشياتها.
عقيدة الدواعش
وعلق الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري، على تلك الانتهاكات الإنسانية ووجود مقابر جماعية بمدينة ترهونة، بالقول: “معروف من ارتكبها ومن يرتكبها وهي من عقيدة الدواعش والمليشيات الإرهابية”، موضحًا أن عملية زرع الألغام والقنابل المفخخة هي من سمة الميليشيات والعناصر الإرهابية التي شاهدها الجيش الليبي لدى تحرير شرق وجنوبي البلاد في أماكن كانت تسيطر عليها هذه العناصر، وفقًا لما نقله موقع (بوابة إفريقيا الإخبارية).
ليست المرة الأولى
تلك الانتهاكات الإنسانية التي أقترفتها الميليشيات المسلحة في ليبيا داخل مدينة ترهونة لم تكن الأولى في سلسلة جرائمهم المستمرة، حيث شهدت أغلب المدن الواقعة في الغرب الليبي والتي كانت تحت سيطرة الجيش الوطني على عمليات إجرامية انتقامية من قتل وتدمير في مدن الأصابعة وصبراتة وصرمان والعجيلات وغيرها.
ولم يجد مسؤولو حكومة الوفاق من تبريرات لأفعال المليشيات سوى الوعود المتكررة بتحقيق لن يتم أو بمنع هذه الجرائم والانتهاكات في المرة القادمة، وهو أيضا شيئ لم ولن يتم في ظل عجز حكومة السراج أمام سطوة المليشيات المنتشرة في ليبيا .
معاناة المصريين في ترهونة
الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة المتواجدة في ليبيا امتدت لتصل إلى الجاليات الاخرى، ففي مظهر فيديو تم تداوله بكثافة عبر الشبكات الاجتماعية، تم اعتقال عشرات المصريين في مدينة ترهونة واتهامهم بالتعامل مع الجيش الوطني الليبي، حيث تم التعمال مع المعتقلين بصورة مهينة، بإجبارهم على الوقوف في الشمس حفاة على قدم واحدة ورفع أيديهم والعتاف باسم مصراته.
وبحسب مصدر في الجيش الليبي، فإن عدد المصريين الذين تم اعتقالهم من قبل الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في ترهونة، يبلغ نحو 200 مصري.
.وقال المسؤول في التوجيه المعنوي التابع للجيش، حسين العبيدي، في تصريح لـموقع “إرم نيوز” الإخباري، إن هؤلاء المصريين مجرد عمال، ولا صلة لهم بالجيش، أو بأي نشاط سياسي، وإن المليشيات اعتقلتهم بشكل عنيف، وروعتهم انتقامًا من الدور المصري.
إنهاء سطوة الميليشيات
ويؤكد مراقبون للوضع الليبي بان عملية إنهاء سطوة الميليشات التابعة لحكومة الوفاق في ليبيا تعد البند الأول قبل الحديث عن أي حلول سياسية في البلاد، مؤكدين أن بعثة الأمم المتحدة تتحمل أسباب استمرار وجود الميليشيات المسلحة في ليبيا وطرابلس تحديدًا، بسبب أنها تتغاضى عن تفعيل ملحق الترتيبات الأمنية الوارد فى اتفاق الصخيرات الذى وضع آلية واضحة للتخلص من الميليشيات.