النفط .. نظرة عن كثب للصراع الخليجي الروسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان / Tass
0

كان للصحافة العربية وقفة متعلقة بحرب النفط الشرسة التي تدور هذه الأياب بين السعودية والإمارات من جهة وروسيا على الجهة الأخرى، بعدما شهدت أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا الأسبوع الحالي عقب فشل اجتماع أعضاء منظمة أوبك مع روسيا بخصوص خفض الإنتاج في ظل تراجع الطلب على النفط عالميًا عقب تفشّي فيروس كورونا.

لا عودة للمفاوضات

ووصفت صحيفة الأخبار اللبنانية القرار بأنه “خطوة إضافية على طريق تصعيد المواجهة مع موسكو”، وأضافت في افتتاحيتها “السعودية تسعّر الأزمة: لا عود إلى المفاوضات”، وذلك وفقًا لما ذكره موقع (بي بي سي) عربي.

وأضافت الصحيفة: “بهذا تكون الدولتان الخليجيتان قد تبنّتا موقفًا موحدًا إزاء المواجهة مع الروس، عبر قرارهما ضخ كمّيات إضافية توازي 3.6 في المئة من الإمدادات العالمية، ستَدخُلُ السوق في وقت يُتوقَّع فيه أن ينكمش الطلب العالمي على النفط للمرة الأولى منذ عشر سنوات“.

حرب نفطية

الكاتب العربي عبد الباري عطوان، قال في صحيفة رأي اليوم اللندنية: ” بعد دخول حرب اليمن عامها السادس هذا الشهر، أعلن الحليفان السعودي والإماراتي الدخول سويًا في حرب نفطية ربما لا تقل شراسة، بهدف توجيه ضربة قاضية مزدوجة إلى كل من روسيا التي رفصت الالتزام باتفاق أوبك تخفيض الإنتاج بمُعدّل 1.5 مِليون برميل يوميًا، لرفع الأسعار، وإلى الدول المُنتجة للنّفط الصخري التي غمَرت الأسواق بأكثر من مليوني برميل يوميًا، مما أدى إلى خفض الأسعار نتيجة حُدوث تخمة في أسواق الطاقة العالمية”.

ويؤكد عطوان أن “الأمير محمد بن سلمان لجأ إلى استراتيجية الصدمة والرعب لإرهاب الروس ومنتجي النفط الصخري وإجبارهم على الجلوس إلى مائدة المُفاوضات وَفق الشّروط السعودية”.

ويشدد الكاتب أن “الضحيّة الأكبر لهذه الحرب ستكون منظّمة أوبك والشعوب الخليجيّة، والشّعب السعودي بالذّات، لأنّها ستواجه إجراءات تقشّف صارمة من جرّاء تراجع أسعار الوقود والنفط وعوائده”.

ترويض الدب الروسي

تحت عنوان “السعودية وترويض الدب الروسي”، تقول هند الأحمد في صحيفة اليوم السعودية إن المملكة “وجهت ضربة مروّضة للدب الروسي، حينما قامت روسيا برفض سياسة أوبك، ‏حينها جاء رد الفعل السعودي عكسيا على روسيا نتيجة لعدم التعاون الروسي لتحقيق المصلحة العامة لأعضاء أوبك. وإن كانت روسيا تخطط لرفع حصتها السوقية على حساب الدول الأعضاء في أوبك، فالمملكة ستقوم بخفض السعر ورفع الإنتاج”.

افتقار للواقعية

وفي صحيفة الجزيرة السعودية، يؤكد فضل بن سعد البوعينين أن تصريحات روسيا بخصوص قدرتها على التكيّف مع أسعار النفط المتدنية لفترة تصل إلى عشر سنوات “تفتقر للواقعية، وربما استخدمت لتخفيف هول صدمة انهيار أسعار النفط التي لم تكن تتوقعها من قبل، ولا أستبعد عودة الروس للتفاوض من جديد لوقف تداعيات قرارها المفاجئ على الأسواق”.

كابوس

وفي الأنباء الكويتية، يتساءل محمد الخالدي “ما الحكمة من إغراق السوق في وقت تراجع الطلب؟ هذا سيوصلنا إلى ما يسمى في الاقتصاد بتخمة السوق، حيث يتجاوز العرض الطلب بكثير، مما يؤدي إلى كساد السلعة (وهي النفط هنا) وانهيار قيمتها. وفي ظل حقيقة أن النفط يشكل أكثر من 80 في المئة من مصادر الدخل في دولنا تحديدا، يصبح هذا الواقع بمنزلة كابوس مرعب يهدد اقتصادنا الوطني بشكل كبير”.

أزمات اقتصادية

وانتقد محللون الموقف الروسي ، الذي دافع عن “مصلحة” موسكو بمعزل عن بقية الدول المنتجة للنفط في العالم، بينما حذر آخرون من أزمات اقتصادية قد تضرب الدول العربية لا سيما الدول المصدرة، في ظل انخفاض أسعار النفط .

وقال روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية: “إن استهلال الأسبوع على خسائر تعكس حجم المحنة التي يجتازها السوق، وذلك بعد أن كان يتأهب المنتجون في” أوبك ” لإجراء تخفيضات أكثر عمقاً بنحو 1.5 مليون برميل يومياً لامتصاص صدمة كورونا التي تسببت في نهيار أسعار النفظ وذلك قبل أن تقوم روسيا بالإخلال بالاتفاق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.