النفط والشركات الغربية أسباب الصراع في أبيي

“أبيى” لمن لا يعلم هي المنطقة الفاصلة بين شمال وجنوب السودان ، وهي منطقة متنازع عليها بين (دولة الشمال) و(دولة الجنوب) حاليا بعدما أنفصل الجنوب رسميا بموجب استفتاء يناير 2011 وإختيار غالبية السكان الانفصال ، وهي منطقة شهدت عشرات المرات مناوشات وقتال بين قوات حكومة الخرطوم ومتمردي حركة جنوب السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ، أخره نصب قوات الجنوب كمين لقوات الشمال ومعها قوات الامم المتحدة قتل فيه 20 جندي شمالي علي الأقل .

و”آبيي” هي مثلث غني بالنفط والغاز الطبيعي والمعادن والمياه، يتبع إدارياً لجنوب كردفان بالسودان ، ولكنه يمتد جغرافياً إلى داخل ولاية بحر الغزال في الجنوب ، وسمي “مثلث أبيي” لأن المنطقة أشبه بمثلث يلمس ثلاث ولايات حيث تحد هذه المنطقة من الناحية الشرقية “ولاية الوحدة” وجنوباً “ولاية شمال بحر الغزال”، وغرباً “ولاية جنوب دارفور”.

الصراع ببساطة شديدة تتعلق برغبات صهيونية وأمريكية في إشعال صراع في هذه المنطقة بين الشمال والجنوب ، والانتقال الي الخطة (ب) المتعلقة بتقسيم السودان وتفتيته بعدما نجحوا في تنفيذ الخطة (أ) بفصل الجنوب عن الشمال .. أما هذه الخطة الجديدة فتتعلق ليس فقط بالسعي لتفتيتما تبقي من السودان وتأجيج مشكلات أخري في دارفور وغيرها لكن هذا المثلث غني جدا بالغاز والنفط ولكل من امريكا وبريطانيا رغبات جامحة في السيطرة على هذه المنطقة.

بدأت الأزمة بمدينة أبيي في مطلع الشهر الجاري بعد اقتحام شركة “ترينيتي إنرجي” عالم تجارة النفط، رغم أنه كان بعيدًا عن اختصاصها، والتي تتخذ من جنوب السودان مقرًا لها و في اتفاق تمويل مع مصرف “أفريكسيم بنك”، بغرض توفير التمويل اللازم لإنجاح عملية شراء البنزين والديزل لتلبية الطلب في البلاد، وتضمن اتفاق شركة “ترينيتي إنرجي” مع المصرف تأمين وصول شحنات النفط من جنوب السودان عبر السودان ، غير أن الشركة باعت شحنات النفط لصالح شركة غلينكور البريطانية، علما أن هنالك إتهامات بتورط شركة غلينكور في أعمال فساد من قبل، وإدانتها بالرشوة وجرائم الفساد المتنوعة إلى أن وصل الأمر لتغريمها 1.5 مليار دولار ، وستقوم ببيع غير قانوني في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان والاتفاق على بيع النفط

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.