برطم : الإخوان إلى مزبلة التاريخ ولن يعودوا للحكم وخلال ساعات ستحل ازمة الشرق

0

ملفات شائكة تشكل نقاط توقف بالمشهد السوداني تطرق لها عضو مجلس السيادة الجديد أبو القاسم محمد برطم، وقدم توضيحات قد ترفع الضبابية.وفي مقابلة حصرية مع “العين الإخبارية”، بعث برطم بتطمينات للشارع السوداني فحواها أن الإخوان ذهبوا إلى مزبلة التاريخ ولن يعودوا إلى مفاصل السلطة، مشيراً إلى أن عملية تفكيك التنظيم ستتواصل وفق أسس قانونية محكمة يصعب نقضها في المستقبل.ودافع بشدة عن قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وما تبعها من اتفاق سياسي مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، معتبرا أن الخطوة “تصحيحية” لتفادي الخراب والانهيار الذي يعيشه السودان بسبب إخفاقات تحالف الحرية والتغيير، المكون المدني بالائتلاف الحاكم سابقا.

وأشار الى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد توقيع ميثاق سياسي لاستكمال الفترة الانتقالية، لافتا إلى أنه تم الشروع في خطوات تشكيل الحكومة وتعيين الولايات والنائب العام ورئيس المحكمة الدستورية وتكوين المفوضيات.وبحسب برطم، فإن الساعات القادمة ستشهد حلا تم التوافق عليه لأزمة شرق السودان يرضي كافة الأطراف، مشددا على أنه “ستحل قضية الشرق انتهاء المهلة التي أعطاها مجلس نظارات البجا لإعادة إغلاق الميناء”.

والأحد، أعلن المجلس أنه سيتم غلق الطرق والموانئ شرق السودان بالموعد المحدد في 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري (السبت).وفي 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أعلن البرهان فرض حالة الطوارئ وحل الحكومة ومجلس السيادة، أعقبه اتفاق سياسي بينه وبين حمدوك، في 21 نوفمبر/ تشرين ثاني المنقضي، عاد بموجبه الأخير إلى منصبه.

نص المقابلة:

ما توصيفكم لقرارات البرهان في 25 أكتوبر الماضي؟** في تقديري أن كلمة “تصحيح” هي أبلغ توصيف لما قام به الجيش، فالثورة السودانية لم تقم من أجل إسقاط الرئيس المعزول عمر البشير فحسب، وإنما لتطبيق شعاراتها المرفوعة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، لكن ما جرى خلال العامين الماضيين كان بعيدا كل البعد عن هذه الشعارات التي استشهد من أجلها الشباب.

فشهداء ثورة ديسمبر قدموا أرواحهم من أجل أن ينعم الآخرون بوطن تسود واقعه الحرية والسلام والعدالة، ولكن على النقيض، فإن فترة العامين الماضيين شهدت تغيير استبداد بآخر، وكانت الحكومة تسير بلا رؤية وهدف مثل السفينة دون ربان، وهذا أضاع البلاد وأدى لتدهور في المجالات الحياتية. لقد تحديت في وقت سابق ما تسمى بالحاضنة السياسية للحكومة، تحالف الحرية والتغيير ، بأن يقدموا برنامج عمل لنصف ساعة قادمة ناهيك عن فترات زمنية طويلة، وتيقنت أنه لايمتلك برنامجا أو هدفا، وهذا ما قاد إلى انهيار تام في الاقتصاد وأضر بحياة المواطنين خلافا لما كان يتوقعه الشارع عقب الثورة.

إلى جانب كل هذه الإخفاقات، ساد خطاب كراهية وتمييز مضر، فإن كنت تقول إن المواطنة أساس الحياة فيجب أن يعامل السودانيون بالتساوي بغض النظر عن انتماءتهم الحزبية والقبلية، لكن “الحرية والتغيير” مارست نفس الاستبداد الذي كان ينتهجه نظام الإخوان المعزول، وجراء هذه الممارسات لم نحصد خلال تلك المدة سوى الخراب. ولذلك، فإن ماجرى في 25 أكتوبر الماضي كان ضرورياً، وأعتقد أنه تأخر كثيراً وكان يجب أن يحدث منذ وقت لأن الخراب كان مستمرا. فما حدث (يشكل) مرحلة جديدة تستوجب بناء مؤسسات الدولة التي فشلنا فيها منذ 60 عاما، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة والمفوضيات هي ضمن شعارات 25 أكتوبر التي يجب أن نكون صادقين فيها. نحن بحاجة إلى ثورة مفاهيم وكان ينبغي أن تستغل الحكومة السابقة الحماس الثوري للشباب وتوجيه طاقاتهم إلى الإنتاج وانشغلت بتوزيع كيكة (كعكة) السلطة والمحاصصات السياسية، وهو ما أنتج الواقع المرير الذي عايشناه، وجاءت بعده قرارات 25 أكتوبر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.