بعد محاولة اغتيال حمدوك..هل حان الوقت لتفكيك الإخوان؟
بكل هدوء عاد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى مكتبه بعد ان تعرض موكبه لمحاولة اغتيال ،حيث تشير أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة السياسية لنظام الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير ،وهو الأمر الذي جعل الأصوات في السودان تطالب بصوت عالي بتفكيك نظام الإخوان في السودان .
التعامل بحزم
تخطى حمدوك المحنة المدبرة التي وجدت استهجانا واسعا من الشعب السوداني ومعظم دول العالم، لكنها شكلت منعطفا جديدا في الحياة السودانية سيكون عنوانه الأبرز في المرحلة المقبلة هو التعامل بحزم مع من يريدون قطع الطريق أمام استقرار السودان، انطلاقا من مبدأ “ما لا يقتلني يقويني”، بحسب رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، عبدالقيوم عوض السيد.
وعلى الرغم من غرابة الحادثة على المجتمع السوداني إلا أنها كانت أحد الأوراق المتوقع تجريبها لضرب الثورة من خلال استهداف رئيس الوزراء الذي يحظى بقبول واحترام كبير من الشعب السوداني ومعظم القوى السياسية.
الحادثة يمكن أن تبعث برسالة واضحة تنبه المجتمع الدولي إلى ضرورة دعم التحول الديمقراطي وبالتالي الحفاظ على السلام والأمن الدوليين نظرا لأهمية السودان الاستراتيجية.
سلسلة محاولات
الخبير العسكري، أمين اسماعيل، اشار في حديثه لسكاي نيوز عربية إلى أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، جاءت بعد سلسلة من محاولات إجهاض الثورة وإغلاق مسيرتها بدأت بالاغتيال المعنوي لأهم شخصياتها، وعندما لم تنجح اتجهوا إلى الحصار الاقتصادي للترويج للندرة في المواد البترولية والقمح والخبز، ثم تطور الأمر أخيرا إلى الاغتيالات.
ويلخص إسماعيل العملية في 3 محاور، يتمثل الأول في إيقاف الثورة والفترة الانتقالية وقطع الطريق أمام مفاوضات السلام الجارية حاليا في جوبا عاصمة جنوب السودان، في حين يتلخص المحور الثاني هو إيهام العالم بأن السودان غير آمن وبالتالي تعطيل سحب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أما المحور الثالث فهو هدم النجاح الذي تحقق في سياسة الدولة الخارجية والذي نجم عن الجولات التي قام بها قادة الحكومة في عدد من الدول والزيارات الرفيعة المستوى لمسؤولين من الدول الغربية للسودان.
ويقول إسماعيل إن هنالك متطلبات عاجلة جدا في مرحلة ما بعد المحلولة وهي تحقيق العدالة الانتقالية بأسرع ما يمكن وتسليم رموز النظام السابق للقضاء لإجراء محاكمات جادة ورادعة، إضافة إلى تسريع عملية إزالة التمكين ومصادرة دور وأصول المؤتمر الوطني وحظره من العمل السياسي.
إثارة الفوضى الشاملة
يؤكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الخرطوم، محمد يوسف المصطفى، أن ما حدث من محاولة اغتيال لرئيس الوزراء هو جزء متقدم من الثورة المضادة.
ويقول المصطفى إن عناصر النظام السابق لجأوا إلى أسلوب الاغتيال بعد يئسهم من جدوى محاولاتهم الفجة لإثارة الشارع ضد الحكومة، ولم يعد أمامهم إلا ورقة إثارة الفوضى الشاملة لعلها تساعدهم في استرداد بعض مما انتزعه الشعب منهم.
ويبدي المصطفى استغرابه الشديد من البطء الواضح في تفكيك منظومة النظام السابق، ويقول إن التهاون والتراخي في ملاحقة واقتلاع رموز وعناصر النظام السابق وفر لهم الفرصة والإمكانية لتدبير مؤامرتهم.