بموافقة البرلمان .. القاهرة عازمة على وضع حد للتدخل التركي في ليبيا

البرلمان المصري يوافق على التدخل العسكري في ليبيا \ Al Jazeera
0

موافقة البرلمان المصري مساء الإثنين على إرسال عناصر من القوات المسلحة إلى ليبيا من أجل الدفاع عن الأمن القومي ضد الميليشيات المسلحة والمرتزقة، يوضح بما لا يدع مجالًا للشك بأن القاهرة عاقدة العزم على وضع حد للأطماع التركية في المنطقة.

وبحسب موقع صحيفة (العرب اللندنية) أكد مضمون التفويض، الذي ينص عليه الدستور قبل الشروع في أي عمل عسكري خارج البلاد، أن الجيش المصري استكمل كل الشرعيات اللازمة في الداخل والخارج التي تخول له الحق في القيام بهذه المهمة، فقد سبق وأن حصل على موافقة واضحة من الجيش الوطني الليبي، ومجلس النواب، وكبار شيوخ وأعيان القبائل في ليبيا.

رخصة دستورية وقانونية

وأكد البرلمان المصري على أن الأمة المصرية قادرة بمنتهى القوة على الدفاع عن نفسها ومصالحها وأشقائها في ليبيا ضد أي خطر أو تهديد، وأن القوات المسلحة المصرية وقياداتها لديها الرخصة الدستورية والقانونية لتحديد زمان ومكان الرد على هذه الأخطار والتهديدات.

وكان البيان الذي صدر عن الرئاسة المصرية عقب اتصال السيسي بترامب، الإثنين، قد أشار إلى أنه جرى التوافق علي تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد تمهيدا للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية، دون أن يشير إلى كيفية الوصول إلى ذلك، في وقت تتفاخر فيه تركيا بأنها تدفع بالمزيد من السلاح والمقاتلين إلى ليبيا.

لكن البيان أوضح أن ترامب أبدى تفهمه للشواغل المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمة الليبية على المنطقة، مشيدا بالجهود المصرية الحثيثة التي من شأنها أن تعزز مسار العملية السياسية في ليبيا، وهو ما فهم منه بعض المراقبين أن واشنطن غير مستعدة للقيام بتحركات عملية وجادة للتدخل في الأزمة وضبط المسار السياسي فيها.

اتصال ترامب والسيسي

وكشف متابعون أن الاتصال بين السيسي وترامب لم ينعكس على الصيغة السياسية التي خرج بها التفويض من البرلمان، والتي جاءت قاطعة في اتجاه التدخل مع تخويل الرئيس المصري تحديد الوقت والزمان.

وبهذه الخطوة يمكن أن يقوم الجيش المصري بشن حرب في التوقيت الذي يراه مناسبا، خاصة أن السيسي تحدث أكثر من مرة محذرا من مغبة التدخلات التركية ونشر المرتزقة والإرهابيين في الأراضي الليبية.

ترامب البطة العرجاء في ليبيا

وأشارت بعض المصادر إلى أن الرئيس ترامب “يشبه البطة العرجاء حاليا، يواجه مشكلات في الداخل والخارج على أكثر من مستوى، وترك الأزمات مفتوحة على مصراعيها دون حسم، وهو ما تجلى في المواقف الأميركية المتناقضة حيال ليبيا وغيرها، كما أنه يواجه صعوبات في تجاوز ماراثون الانتخابات الأميركية المقبلة”.

وإذا كان الرئيس ترامب طلب صراحة من السيسي التمهل في التدخل ولم يستجب الثاني له، فهذا معناه أنهما مقبلان على مرحلة من الفتور في العلاقة الدافئة التي جمعت بينهما طوال السنوات الماضية.

وقف التدخل التركي

ويعزز موقف الإدارة المصرية بالتدخل من نفوذها الإقليمي، فهي تمتلك أقوى جيش في المنطقة، لديه الجاهزية لأية أعمال عسكرية متطورة، ويستطيع وقف الاندفاع التركي في المنطقة العربية، وتعد ليبيا أول اختبار عملي له في العصر الحديث، وهو ما تعتبره بعض الدوائر رصيدا عربيا مهما في هذه المرحلة.

وأجرى ترامب اتصالا هاتفيا أيضا، الاثنين، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإيجاد وسيلة للتهدئة بين باريس وأنقرة، وفتح الطريق أمام التسوية السياسية للأزمة الليبية، خاصة أن ماكرون يشن هجوما حادا على تركيا لانتهاكاتها العسكرية في ليبيا.

وتريد القاهرة استعادة توازن أركان الدولة الليبية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية بتقويض التدخلات التركية غير المشروعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.