تأجيج الصراع في جبل مرة بالسودان.. دوافع خفية وأجندة عالمية
في ظل تجدد الاشتباكات في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور في السودان بات من المؤكد بأن الصراع يحمل أجندة سياسية عالمية أكبر من أنه مجرد صراع بين قوة سياسية داخلية من أجل قضية معينة .
أبعاد مستقبلية
حيث أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن مجموعة عبد الواحد محمد نور رفقة حركة مجلس الصحوة لهم أبعاد مستقبلية في الحرب في دارفور .
حيث أن النزاع في الإقليم في الوقت الراهن يعتبر فرصة ممتازة من أجل إدخال قوة عسكرية من أجل السيطرة على كل الإقليم، كما أن مساعدة الأمم المتحدة تسمح بتطبيق نموذج فصل الأراضي التي تقع تحت سيطرة الحركة مثل ما حدث في جنوب السودان سابقاً .
ولا شك أن هذا الأمر يتطابق بشكل كبير مع مصالح الدول الغربية الكبرى كبريطانيا وألمانيا والتي تسعى منذ زمن طويل إلى تقسيم السودان إلى عدة دويلات صغيرة، وهو الأمر الذي يتماشى مع سياساتها المسقبلية في السودان .
التخوف من الانفصال
ويتخوف العديد من النشطاء السياسيين في البلاد من انفصال إقليم دارفور عن السودان، إذ أنه في حال إنفصال دارفور فإن السودان سوف يصبح عبارة عن دويلة صغيرة في القارة الإفريقة بعد أن انفصال الجنوب في العام 2011 .
وتم تفسير رغبة عبد الواحد ومجلس الصحوة في خدمة أجندة عالمية من شأنها التمهيد بشكل كبير لفصل إقليم دارفور مستقبلاً على شاكلة الأراضي المحررة، وهو الأمر الذي يعني طلب الحماية من الأمم المتحدة عبر البعثة التي تم تعيينها مؤخراً في السودان .
أطماع شخصية
ومن الواضح بأن عبد الواحد محمد نور لديه أطماع شخصية كما تم تفسير الأمر من قبل العديد من القيادات السياسية في السودان .
كما أن الأحداث التي يصنعها عبد الواحد الآن في إقلم دارفور يريد من خلالها إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي الذي بأنه موجود فعلياً على الميدان السياسي السوداني .
كما أن مجلس الصحوة أيضاً لديه العديد من الملفات العالقة مع الحكومة الانتقالية الحالية، وربما أبرزها يتمثل في إطلاق قائده موسى هلال .
واعتبر سياسيون ومحللون بأن الخطوة التي قام بها عبد الواحد محمد نور في جبل مرة ما هي إلا محاولة فاشلة في ظل تمسك معظم الحركات المسلحة والأحزاب السياسية بالمكتسبات التي حققتها الثورة السودانية التي اطحت بنظام الرئيس السابق المعزول عمر البشير .