الحرب تعود من جديد لأقليم دارفور.. وقوات الجيش السوداني تسيطر

جانب من منطقة جبل مرة بدارفور المصدر الترا سودان
0

أعلن الوالي العسكري لولاية وسط دارفور اللواء ركن سليمان الأمين أول أمس الجمعة سيطرة قوات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المنتشرة في الولاية على عدة مواقع من مجموعات مسلحة تتبع لـ ” حركة تحريرالسودان”، ومجلس الصحوة الثوري” .

واعتبر الوالي ما حدث في دارفور بأنه اعتداء خرق واضح لوقف إطلاق النار الذي اعلنته الحكومة الانتقالية في البلاد، وذلك من أجل استكمال عملية السلام التي تسعى لها الحكومة مع الحركات المسلحة في الأقاليم المختلفة .

وقف إطلاق النار

ومن المتعارف عليه فإن حركة ” تحرير السودان ” تتبع للقائد عبد الواحد محمد نور، وتعمل الحركة منذ تولي الحكومة الانتقالية في السودان على بحث وقف إطلاق النار في الأقليم .

ومن الواضح فإن المناوشات التي باتت تحدث في الشهور القليلة الماضية بين الفصائل المختلفة، باتت تنذر بمولد فصل آخر من الحروبات في الأقليم الذي عانى كثيراً من الحرب .

وكانت الحكومة الانتقالية في السودان قد قالت في الاسبوع الماضي بأن منطقة ” كتروم” في غرب جبل مرة قد تعرضت لاعتداء من مجموعتين تتبعان لعبد الواحد محمد نور ومجلس الصحوة بقيادة الزعيم القبلي موسى هلال الموقوف منذ العام 2017 من قبل الجيش السوداني .

توافق عقب سقوط البشير

وتوافقت العديد من الأطراف المسلحة السودانية على وقف إطلاق النار في البلاد في العام 2016، وما عزز ذلك التوافق هو سقوط نظام الرئيس المعزول السابق عمر البشير .

وهو الأمر الذي نظر له الكثير من السودانيين بأنه بادرة خير للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في البلاد مع الحركات المسلحة التي كانت تقاتل ضد نظام البشير الذي عمل على ترويع وتجويع نشر الفتنة في تلك المناطق .

ردة فعل

وكانت حركة جيش تحرير السودان قد أدانت ما قام به الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اتهمت القوتين باستهداف المدنيين في منطقة جبل مرة في أقليم دارفور وهو الأمر الذي أدى إلى مقتل امرأة وطفلة وإصابة 6 آخرين بجروح .

وقامت الحركة بتحميل الجيش والدعم السريع مسؤولية تلك الحوادث والهجوم على المناطق الواقعة تحت سيطرتها للحكومة .

وفي نفس الوقت قالت الحركة عن طريق مكتبها الرسمي بأنها تؤكد التزامها بوقف العدائيات، مشيرة إلى أنها سوف تقوم بالدفاع عن نفسها وحماية المدنيين في المناطق الخاضعة لها وفق ما دعت الضرورة والحاجة .

ومن المتعارف عليه فإن حركة تحرير السودان” هي الحركة الوحيدة التي قاطعت المفاوضات في جوبا التي ترعاها حكومة جنوب السودان منذ سبتمبر من العام الماضي 2019 .

وبالرغم من ذلك فإن خيط التواصل لم ينقطع مع الحكومة الانتقالية، حيث أجرى زعيمها عبد الواحد نور لقاءً مباشراً العام الماضي مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في باريس، وأكد الجانبان مراراً أن التواصل مستمر بينهما .

وجميع هذه السيناريوهات تنذر بوجود فصل آخر من الحرب قد يشهده الأقليم الذي عانى معظم سكانه من نظام الإنقاذ، حيث شرد نظام البشير الآلاف إلى الدول المجاورة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.