تحليل سياسي يلخص جوانب الأذى السياسي وطرق حل الأزمة الوطنية ويشرح الظروف الموضوعية للتغيير

لا داعي للعجلة

في عبارات قليلة قدر المستطاع، أريد أن أحلل الوضع السياسي الراهن وما سينتح عنه:

  • لم تنضج الظروف الموضوعية بعد لحدوث تغيير ثوري في هيكل الحكم.
  • ينبغي على القوى الوطنية عدم القلق فنضج الظروف الموضوعية للتغيير ضروري جداً حتى لا يحدث تغيير مبتسر وخائب على غرار انقلاب ال١١ من أبريل الحالي، والذي تحقق على عدة أقساط، وبقي منه قسط واحد وهو التغيير الحقيقي المقبل.
  • يلعب الكفيل الخليجي دوراً مهماً في إعداد المسرح للتغيير بإرتكابه العديد من الأخطاء الناتجة عن عدم إدراكه للمجتمع السوداني واعتماده على معطيات خاطئة من عملاء غير مؤهلين ستقوده إلى نتائج خاطئة وقرارات خاطئة كما نشهد الآن.
  • جهل الكفيل الخليجي والقناصل الأوروبيين بقيادة فولكر بالمجتمع ومحاولتهم تطبيق وصفات معلبة سيفضي إلى إنضاج الظروف للتغيير على عكس توقعاتهم، وهذا أمر جيد. بعبارة أخرى فإنهم كلما استمروا في المسار الحالي فإن النتائج لن تكون في صالحهم البتة لكنها بالطبع ستكون في صالح الشعب والتغيير الثوري الحاسم.
  • يعتمد الخليجيون والأوروبيون وعملاؤهم في الداخل على شرط وحيد وسلبي لضمان بقائهم في السلطة والمشهد العام، وهو شرط وجود حركة إسلامية قوية معارضة لذلك فهم يحرصون على تصنيع تلك الحركة بالضجيج الكثير عن الفلول وأنصار النظام السابق والإسلاميين وغير ذلك. على الإسلاميين الوعي بذلك وعدم اعطائهم أي ذريعة للبقاء على هذا الأساس.
  • ينبغي على قادة الإسلاميين والتيارات ذات القدرة على العمل وسط الجماهير (مبارك الفاضل، التجاني السيسي، مناوي، أردول، قيادات شرق السودان التي سيفرزها العمل السياسي النشط الآن في أوساط المتعلمين والخريجين، وغيرهم) الانكفاء أكثر على الذات، وإعادة بناء تنظيماتهم وكوادرهم ومؤسساتهم وتحالفاتهم بشكل هادئ في انتظار نضج الظروف الموضوعية للتغيير، وهو عمل يقوم به -على أي حال- خصومهم بإتقان لذلك يمكنهم توفير جهودهم لما هو أفضل.
  • إذا أبقى الإسلاميون على الحمولة الأيديولوجية ومنتجاتها التي اسقطت نظامهم في المرة السابقة (النظام العام، التعسف في استخدام السلطة، التستر على الفساد) فإنهم سيرتكبون خطأ قاتلاً، لذا يتوجب عليهم التخلي عن العاطفية وتحريك الأيديولوجيا من اليمين إلى الوسط حتى يسار الوسط لإستيعاب الجماهير الرافضة للقوى المسيطرة حالياً.
  • على الإسلاميين والقوى الوطنية الراشدة الاستعداد منذ الآن للعمل وفق صيغة جديدة وهي الأيديولوجيا مقابل السلطة بمعنى التخلي عن قدر من الحمولة الأيديولوجية مقابل كسب المزيد من الجماهير.
  • الاتفاق الإطاري ليس شراً، بل على العكس فإنه سيساهم بشكل متسارع في انضاج الظروف الموضوعية للتغيير حيث سيرتكب تحالف العسكريين والنشطاء نفس أخطاء تجربتهم السابقة في الحكم وربما أخطاء أكبر بتقديم عناصر غير مؤهلة لأداء المهام المكلفة بها وهذا عامل مهم في تقويض السلطة المقبلة، لذلك فإن من الضروري عدم مقاومته بحراك جماهيري غير ناضج ستتم هزيمته فوراً وبالتالي ابطاء عملية التغيير نفسها وتحطيم بعض تروسها.
    سأتوقف هنا، والله من وراء القصد.

محمد عثمان إبراهيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.