تركيا عاجزة في المستنقع الليبي وأردوغان يواصل نقل المرتزقة
ذكرت وسائل إعلام عالمية خلال الفترة الماضية قيام تركيا بنقل عدد من المرتزقة من سوريا لضمهم إلى العمليات القتالية الدائرة في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في حربها المستمرة ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأظهرت الشبكات الاجتماعية مشاهد فيديو لعدد من المرتزقة المسلحين وهم في طريقهم إلى الأراضي الليبية برًا.
حيث كشفت الصحيفة الأميريكية (ليندسي سنيل) بأن جميع المليشيات لم تحترم اتفاقها مع الاستخبارات التركية، بعدم التراجع عن إمكانية القتال في ليبيا، مثل التنظيم الذي يسمي تنفسه “فيلق المجد، وذلك وفقًا لما نقله موقع (الحرة).
وعبر تويتر كتبت سنيل قائلة في تغريدة: “الجانب التركي في مأزق”.
التدخل التركي في ليبيا
لم تقف الصحفية الأميريكية عند هذا الحد، حيث أثارت قبل أيام “فضيحة” أخرى في مسلسل التدخل التركي في الشؤون الليبية، وقالت في تغريدة لها: “فيلق المجد أرسل 307 من المرتزقة إلى طرابلس في 5 أو 6 مارس الجاري”، وتابعت “لكن تم اكتشاف أن بعض المجندين الجدد في سن 14 عاما، عند وصولهم”، وكتبت ساخرة “تركيا لديها حدود على الأقل، لقد أعادتهم من حيث جاؤوا”.
إنكار تركي
ودائمًا ما تكذب الحكومة التركية أنها تقوم بإرسال المرتزقة إلى ليبيا، وتقول لهم إن هنالك حرب في المنطقة ضد روسيا، فضلًا عن قيامها بترغيبهم في القتال بتقديم مبالغ مالية.
ورغم الهدنة التي توجت اتفاقات بين طرفي النزاع بمعية موسكو وأنقرة وبرعاية الأمم المتحدة، لم تبد تركيا ورئيسها إردوغان أي نية حسنة في الانسحاب في “المستنقع” الليبي لغاية الساعة.
رفض تونسي جزائري لمطالب أردوغان
وكان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولات لاستمالة الجزائر وتونس للتدخل في الصراع الليبي، إلا أن محاولته باءت بالفشل، وذلك خلال جولته التي قام بها في عدد من البلدان الإفريقية قبل مدة، من ضمنها تونس والجزائر.
حيث حاول أردوغان استمالة تونس بتقديم دعومات اقتصادية، حينما التقى الرئيس قيس سعيد، المنتخب لتوه بذلك الوقت، ولكن الأخير رفض الدخول في الصراع الليبي.
ذات الأمر انطبق على الجزائر، والتي تعتبر من أقوى دول المنطقة من الناحية العسكرية، برفضها مطالب الرئيس التركي، خاصة أن لها مبدأ في السياسة الخارجية قائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بالإضافة إلى أن الدستور الجزائري يحمل بندًا يمنع تدخل القوات العسكرية خارج الحدود.
روسيا تؤكد تقارير مجلس الأمن
في شهر فبراير الماضي، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو تأكدت من صحة التقارير التي ذكرها خبراء في مجلس الأمن متعلقة بقيام انقرة بنقل مسلحين مرتزقة إلى الأراضي الليبية.
بوغدانوف قال في كلمته في الغرفة الاجتماعية الروسية، إن “نص مشروع القرار الأممي بشأن ليبيا، لم يذكر الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، على الرغم من أن مجموعة من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبلغون بانتظام عن نقل إرهابيين إلى ليبيا.. ولاحظنا أيضا هذا، وهذا يحدث فعلا بمساعدة تركيا”.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عمليات نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا لاتزال متواصلة، وبلغ عددهم منذ عدة أيام غلى أكثر من 3600 عنصر.
مصالح أردوغان
وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستعجال موافقة البرلمان من أجل التدخل في ليبيا عسكريًا، ونقل الأسلحة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ميناء طرابلس دعمًا لحكومة الوفاق ومصالحة هنالك.
وقال، مرتضى كارنفيل، رئيس المجلس التركي الليبي للعلاقات الاقتصادية الخارجية، في تصريحات نقلتها وكالة (الأناضول) التركية، إن أردوغان قام بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية مع حكومة السراج بلغت قيمتها 19 مليار دولار، وتأتي هذه الاتفاقيات رغمًا عن الحرب التي لاتزال مستعره في ليبيا.