تضاعف القلق العالمي جراء التدخل التركي في الشأن الليبي
ارتفعت وتيرة القلق العالمي جراء التدخل العسكري التركي في الأزمة الليبية والذي جعل من الأوضاع تزداد تعقيدًا ويصعب معها الحل السياسي من أجل العودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات بين طرفي النزاع الليبي.
ووفقًا لصحيفة (العرب اللندنية) فقد أعرب الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانيول ماكرون عن قلقهما المتزايد بشأن التدخل التركي في ليبيا، واتفقا على ضرورة وقف التصعيد.
وضع حد للتدخل
ويؤكد البيت الأبيض في بيانه إلى ضرورة وضع حد فيما يخص التدخل التركي في الشأن الليبي، والرد بصورة حاسمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكف يده عن ليبيا، بعدما تكدس آلاف المرتزقة من سوريا للقتال بجانب حكومة الوفاق وبتسهيل تركي.
في الوقت الذي تسعى فيه عدة دول أوروبية إلى إجبار الرئيس أردوغان على عدم التدخل في ليبيا، حيث يسعى أردوغان إلى مساعدة الأجندة الإخوانية في المنطقة والتي لا تتماشي مع تطلعات الشعب الليبي وتسهم في عدم استقرار البلاد أكثر فأكثر.
رفع مستوى التصعيد
ويؤكد مراقبون بان التدخل التركي أسهم بصورة واضحة في رفع وتيرة أعمال التصعيد العسكري في ليبيا، وقام بعرقلة المسار السياسي الهادف للوصول إلى حل سلمي بالملف الليبي، كما أنه كان حجر عثرة لتطبيق مخرجات مؤتمر برلين للسلام.
ولم تحرز الجهود الدبلوماسية للتفاوض على تسوية سياسية تقدما كبيرا، إذ أرسلت تركيا المزيد من المرتزقة والأسلحة.
طائرات تركية مسيرة
وخلال الأسابيع الماضية تقدمت قوات حكومة الوفاق على الأرض بفضل الدور الذي لعبته الطائرات التركية المسيرة والدفاعات الجوية، وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم الأربعاء إنه بسبب التدريب والاستشارة التي قدمتها تركيا لحكومة الوفاق فقد تغير التوازن بشكل كبير في ليبيا.
انسحاب من قاعدة الوطية
وشدد الجيش الليبي في وقت سابق بأنه قام بعملية انسحاب من قاعدة الوطية العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية، وذلك ضمن خططه التكتيكية، فضلًا عن رغبته في إجراءات التخفيف من وتيرة العنف في شهر رمضان المبارك وقرب العيد.
حيث أعلن الجيش انسحابه لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاث كيلومترات لتحسين الظروف بالنسبة لسكان طرابلس في نهاية شهر رمضان.
إغراق البلاد بالعتاد والأسلحة
ومنذ شهر يناير الماضي تقوم تركيا بدعم حكومة الوفاق، حيث قامت بإغراق البلاد بالعتاد والأسلحة آلاف المرتزقة، خارقة بذلك جميع القرارات الدولية التي تنص على ضرورة عدم دخول الأسلحة إلى ليبيا.
وكشف شاهد عيان، اليوم الأربعاء، عن وجود اشتباكات هزت مدينة الأصابعة جنوب العاصمة طرابلس، فيما ضربت صواريخ مدينة ترهونة، أهم المعاقل للجيش الوطني الليبي في تلك المنطقة.
وفي شهر أبريل الماضي، شدد وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، على أن السيطرة على مدينة ترهونة من شأنها أن تضع حدًا لطموحات المشير خليفة حفتر للسيطرة على مدينة طرابلس. في وقت كشف فيه مصدر عسكري بالجيش الوطني الليبي أنهم قاموا بعملية انسحاب تدريجي من جبهة صلاح الدين القتالية في طرابلس، والتي تعد واحدة من أهم الساحات القتالية في العاصمة. حيث لحقت المنشآت السكنية والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية في طرابلس أضرارًا بالغة جراء القصف المتكرر في الشهور الأخيرة الماضية.