قاعدة الوطية العسكرية .. سيطرة لحكومة الوفاق أم انسحاب تكتيكي؟

اشتباكات عسكرية في ليبيا (إرشيفية) \ عنب بلدي
0

أعلنت حكومة الوفاق الليبية اليوم الإثنين 18 مايو، أنها سيطرت على قاعدة الوطية العسكرية والتي تعد ذات الأهمية الاستراتيجية غربي ليبيا.

وفي تصريحات عقب السيطرة على قاعدة الوطية العسكرية ، أكد المتحدث باسم قوات بركان الغضب مصطفى المجعي، أنهم سيطروا على القاعدة بالكامل، في الوقت الذي كشف فيه الجيش الليبي الحر أنه قام بعملية انسحاب تكتيكي هو مناورة تراجعية اختيارية، وفقًا لوكالة (سبوتنك) للأنباء.

مكسب لحكومة الوفاق

الخبير العسكري الليبي، العميد مفتاح خمزة، أكد بأن سقوط قاعدة الوطية العسكرية يعد مكسبًا لحكومة الوفاق، وضربة معنوية للطرف الآخر.

ويشدد حمزة بأن سيطرة الوفاق على القاعدة سيكون بداية النهاية وبمثابة الانهيار لشعبية “حفتر”، كما أن أصوات المعارضة في برقة سترتفع في الأيام القادمة.

أهمية استراتيجية

تعتبر قاعدة الوطية العسكرية ذات أهمية بالغة على الأرض، فالسيطرة عليها تمكن القوات المتواجدة فيها من تنفيذ طلعات جوية منها على محاور الاشتباكات، لكونها توفر الغطاء الجوي للقوات المنتشرة على الأرض.

كانت قاعدة الوطية تحمل اسم قاعدة عقبة بن نافع جنوب العجيلات وهي تابعة إداريا لمنطقة الجميل بالغرب الليبي، وتغطي كافة المنطقة الغربية وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية بمحيط ليبيا وليس طرابلس فقط.

وتستطيع القاعدة الجوية استيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وكانت القاعدة قبل أحداث فبراير 2011 مركز عمليات أسطول مقاتلات الميراج.

تعقيب الجيش الليبي

وقال المركز الإعلامي لغرفة الكرامة التابع للجيش الوطني الليبي، إن الانسحاب جاء لأغراض تكتيكية، وهو مناورة تراجعية اختيارية، وأن ما حدث يعد أمرًا عاديًا في الحروب، وفقًا للتكتيكات المتبعة لحالة المد والجذر للأحداث.

وقال البيان إن الانسحاب يعد مؤقتًا وهو ضروري، ومرغوب فيه في الوقت الحالي من أجل الإعداد إلى تقدم أكبر في المستقبل، كذلك تدعو الظروف الحالية للتراجع خطوة من أجل التقدم في المستقبل خطوتين للأمام.

ومضى البيان: “بشكل مدروس وآمن، يجب أن يكون الانسحاب بشكل سريع بحيث يضمن الابتعاد عن العدو، دون أن يتمكن العدو من المطاردة أو الإلتفاف أو وضع الكمائن على طرق الانسحاب، وهي عملية صعبة تحتاج إلى خطة محكمة وبسيطة وسهلة التنفيذ بحيث يجري الانسحاب بناءً عليها”.

أمر دقيق وسري

وشدد البيان الصادر عن المركز الإعلامي لغرفة الكرامة، بأن الأحداث في الساعات الماضية التي شهدتها قاعدة الوطية دقيقة وسرية للغاية ومدروسة كذلك بشكل جيد، سيما وأن القاعدة تتوفر فيها 1000 آلية مدرعة وغرفة للعمليات المتنقلة ومعدات عسكرية دقيقة، لم تتحصل “المليشيات” عليها.

واستطرد البيان، بالقيام بسحب كل الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي والمستشفى الميداني، وجميع الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، ولم تتحصل “المليشيات” إلا على منظومة متضررة ومحطمة، وطائرات قديمة من العام 1980.

وتابع، تم انسحاب 1500 جندي، ولم تأسر المليشات أي منهم، وهنا يكمن الفرق بين الانسحاب التكتيكي والهروب، بنقطتين فقط وبشكل مُبسط. فالانسحاب جزء من الخطة العسكرية، وتكون مدروسة بشكل جيد، ويُطبق ذلك الجزء بعد اتمام العمليه كُليا، أو لاستعادة القوى والرجوع لأرض المعركة بخطة ممنهجة لتفادي أقل الخسائر. أما الهروب هو فعل ناتج عن خوف وقلة يقين بصدق القضية، مما يؤدى إلى عدم مواجهة العدو، وترك ساحة القتال وترك الأسلحة والآليات والجنود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.