تعامل المصريين مع المصابين بفيروس كورونا .. هلع وتنمر
روى عدد من المصريين المصابين بفيروس كورونا الكثير من المآسي المجتمعية التي تعرضوا إليها عقب إصابتهم بالوباء القاتل، مشيرين إلى أن هنالك رفض مجتمعي واضح من خلال عزوف الناس عن التعامل معهم، في الوقت الذي تعرض فيه آخرون للتنمر.
يقول محمد علي: “الكل يهرب مني، لا أحد يريد الحديث معي أو النظر إلي أو إلقاء التحية. حيث لم يصب محمد علي بفيروس كورونا، أما والدته فقد أصيبت لدى عودتها من أداء مناسك العمرة في السعودية.
حديث القرية
وسلط موقع (بي بي سي) عربي الضوء على قصة محمد والمرتبطة بإصابة والدته، فيقول: “جاءت السلطات بأسطول من السيارات لاصطحاب والدتي لمستشفى العزل بعد ثبوت إصابتها، تحول الأمر إلى حديث القرية، الكل علم أن أسرتي بها مصاب بكورونا، ومنذ لك الحين تغيرت نظرات وتعاملات أهل القرية معنا“.
وينحدر محمد من قرية بني جرج، إحدى قرى محافظة المنيا، شمالي صعيد مصر، وكانت والدته واحدة من عشرات المصابين بفيروس كورونا بعد زيارة إلى السعودية لأداء عمرة شهر رجب، حيث يكون الزحام كبيرًا في المشاعر المقدسة.
وأضاف محمد إن البعض أصبح يغير طريقه إذا ما كان يتقاطع مع خط سيره، والبعض الآخر يتجاهل إلقاء السلام عليه، يقول: “نظرات الناس جعلتني أشعر وكأني وباء”.
نظرة سلبية من المجتمع
ويضيف الشاب محمد، وهو يعمل نجارا ويعتمد في كسب رزقه على التعامل مع زبائنه، إن هذه التجربة المؤلمة لن ينساها أبدا، ليس بسبب مرض والدته بل بسبب ما خلفه من ألم نفسي ونظرة سلبية من المجتمع، قائلا: “لا ذنب لنا في المرض، وبعد شفاء والدتي التي خرجت من المستشفى بعد أيام، أعتقد بقوة أن من عاملنا بشكل سلبي هم المريض وليس والدتي”.
وكانت النيابة العامة قد أمرت قبل أسابيع بحبس شخصين على ذمة التحقيقات بتهمة التنمر بشاب صيني بعد سعاله المتكرر في سيارة يقودها أحدهم ووصفوه بأنه “وباء كورونا”، غير أن عددا من الأشخاص قدموا له اعتذارا له وباقات من الزهور.
رفض الدفن
رفض أهالي قرية بولس في كفر الدوار، بمحافظة البحيرة رفضا باتا دفن جثمان أحد أبناء القرية، بعدما توفي في مستشفى العزل جراء إصابته بفيروس كورونا. ولم يقبل الأهالي بأن تتم عملية الدفن إلا بعد أن تدخلت الشرطة.
وكان الرجل، وهو طاعن في السن، قد انتقلت إليه العدوى من نجله الطبيب بسبب عمله في إحدى مستشفيات العزل الصحي، وبرر أهالي القرية لوسائل إعلام محلية رفضهم دفنه في بلدتهم بأنه “من أهل المنطقة، ولكنه مقيم في الإسكندرية منذ زمن وأنهم يخشون من انتشار العدوى في القرية”.
الأطباء أيضًا
لم تقتصر حالة التحفز على المصابين بفيروس كورونا أو المتوفين وعائلاتهم، بل امتدت أيضا لتشمل الأطباء العاملين على رعاية المرضى.
ونشرت الطبيبة المصرية دينا مجدي الأسبوع الماضي مقطعا مصورا تشكو فيه من محاولات سكان البناية التي تسكن فيها طردها بعد علمهم بطبيعة عملها في إحدى المستشفيات، التي تعالج مرضى كورونا.
وتروي دينا، وهي طبيبة للأمراض الجلدية بأحد مستشفيات محافظة الإسماعيلية، أنها بعدما نقلت للعمل فى المستشفى المخصص لعلاج كورونا تركت منزلها، وأقامت بمنزل آخر بمفردها وقاية لأفراد أسرتها، إلا أنها بعد عدة أيام فوجئت ببعض أهالي المنطقة يقولون إنها “ترعى حالة مصابة بكورونا في منزلها وتعرض سكان البناية للخطر وطالبوها بالرحيل فورا”.
وتقول الطبيبة المصرية: “كانوا يعاملونني وكأني موصومة لمجرد أني طبيبة أعالج مرض كورونا”. موضحة أنهم لم يتوقفوا عن ذلك إلا بعد تدخل شرطة النجدة.
مفتي مصر يتدخل
طالب مفتي مصر الدكتور شوقي علام اليوم السبت، بعدم التعرض على دفن شهداء فيروس كورونا المستجد بعد تكرر حالات الرفض من المواطنين والأحداث الأخيرة التي استدعت تدخل القوات الأمنية بالقوة للسماح باتمام دفن المتوفين.
وأصدر المفتي بيان أوضح فيه أنه لا يحق لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من “الحق الإلهي المتمثل في الدفن”.
يذكر أن وزارة الصحة المصرية قد أعلنت أمس الجمعة تسجيل 95 إصابة و17 وفاة جديدة بفيروس كورونا وخروج 36 من المصابين بكورونا من مستشفى العزل جميعهم مصريون.