تمدد كبير للأسر العراقية في المشهد السياسي.. والبعض يصفها بالانتهازية
يشهد العراق في الفترة الحالية الكثير من المتغيرات السياسية لا سيما بعد أن تم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي .
تغول الأسر على المشهد السياسي
حيث أن الفترة الحالية تشهد ظاهرة ليست جديدة في الأوساط العراقية ولكنها ظهرت بشكل مكثف خلال الأيام الماضية وتحديداً عند تشكيل الحكمة العراقية الجديدة .
وهذه الظاهرة هي ظاهرة التغول من قبل الأسر الحاكمة على مقاليد الحكم في البلاد، والتي تظهر بقوة في الأوساط السياسية العراقية .
حيث تريد كل أسرة أو طائفة معينة من هذه الأسر السيطرة على أكبر قدر ممكن من ما يحدث في الوسط السياسي .
ولا شك أن هذا الأمر يلغي بشكل أو بآخر التواجد الفعلي للأحزاب، حيث شاهدنا خلال الفترة الماضية وتحديداً قبل تشكيل الحكومة العراقية بأن الاجتماعات التي تحدث بين الكاظمي وبعض الكتل القيادية يكون داخل بيوت هذه الطوائف أو القبائل .
ويرى الكثير من السياسيون في العراق بأن هذا الأمر هو ما يساهم بشكل أو بآخر في ظهور هذه الأسر التي تعمل على الأستفادة بأكبر قدر ممكن من الأوضاع التي تحدث في البلاد .
في حين أن آخرين يرون بأن الفترة الحالية ومرور البلاد بظروف جائحة فيروس كورونا هو ما جعل من هذه الأسر تبادر بإستضافة الرموز السياسية في البلاد بقيادة مصطفى الكاظمي قبل التشكيل الحكومي وفي أثناء البحث عن الحلول والترضيات للأطراف السياسية المتنازعة على الكاظمي في ذلك الوقت .
أسر تحتكر المشهد السياسي
ومن أبرز هذه الأسر التي تحتكر المشهد السياسي أو تتواجد في الساحة السياسية العراقية اليوم بشكل مكثف هي أسرة نوري المالكي وهو رئيس الحكومة العراقية الأسبق .
وتوجد أيضاً أسرة الحكيم بزعامة الأب الأكبر عمار الحكيم، والذي قام بوراثة البيت السياسي من والده عبد العزيز الحكيم، كما أنه صاحب تيار الحكمة المعروف في الأوساط العراقية .
وكذلك توجد أسرة علاوي المتمثلة في إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي المكلف الأسبق والذي لم يستطع تشكيل الحكومة بسبب الجدل الكبير الذي دار حول توليه للمنصب واختياراته في تشكيل الوزراء، كما أن علاوي لديه أبناء عمومة في مناطق مختلفة في البلاد ويمارسون العمل السياسي أيضاً .
وأيضاً توجد أسرة الكربولي والمتمثلة في جمال الكربولي وشقيقه محمد والذين يتواجدون في محافظة الأنبار .
والكثير غير هذه الأسر يتواجد في الحكومة العراقية الحالية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، وتتواجد في حكومات سابقة في البلاد، وهو الامر الذي يراه مختصون سياسيون بأنه يؤثر على الكثير من القرارت الحكومة في البرلمان العراقي، باعتبار أنهم انتهازيون ويبحثون عن مصالحهم .
وباتت مظاهر ظهور أسر عراقية في الحكومات المتعاقبة في العراق أمر واضح للعيان، حيث أرجع البعض ظهور هذا الأمر في العراق إلى بداية الغزو الأمريكي للبلاد في العام 2003 .
وبعض أسر السياسة تتحكم في الرأي السياسي في العراق، وهو الأمر الذي يجعل الانقسامات كبيرة دائماً بين الكتل السياسية المختلفة وما حكومة الكاظمي ومسألة تعيين الوزراء إلا دليل على ذلك .