توازن القوى بين الجيش والدعم السريع منع مصر من إرسال مزيد من الطائرات الحربية

ـ رغم سيطرة الجيش السوداني لسماء المعركة لكنه يجد صعوبة في طرد “الدعم السريع” من مثلث السيطرة والخرطوم
ـ قوات حميدتي تسعى للسيطرة على القواعد الجوية والمطارات لتحييد الطيران الحربي السوداني

ـ “وول ستريت جورنال” ادعت أن مصر أرسلت طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، بينما تعلن القاهرة أنها لن تتدخل.. لكن مصر أصبحت تخاف على طائراتها الحربية من قدرات قوات الدعم السريع التي أسقطت عدد طائراتنا أحدهما في منطقة العزبة والأخرى في قاعدة النجومي الجوية.

بعد عدة أيام من المعارك الضارية في العاصمة السودانية الخرطوم، لم يحسم أي طرف المعركة لصالحه، ما يعد مؤشرا خطيرا على أن القتال مرشح ليتواصل لفترة طويلة تهدد بسقوط مزيد من الضحايا خاصة المدنيين.

فبالنظر إلى توازن القوة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الرد السريع (شبه عسكرية)، بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) فإننا أقرب إلى تكرار سيناريو الحروب الطويلة في اليمن وسوريا وليبيا.

بل إن السودان ذاته شهد عدة حروب داخلية طويلة، على غرار تمرد جنوب السودان (1955-2005)، الذي انتهى بانفصاله رسميا في 2011، وحركات التمرد في دارفور (2003-2019)، والتمرد الذي شهدته ولايتا جنوب كردوفان والنيل الأزرق (2011-2019).

لكن هذه المرة الوضع أخطر، فقد تحولت قوات الدعم السريع إلى قوة موازية للجيش، بتعداد لفوق ال 100 ألف مسلح ونحو 10 آلاف عربة مسلحة بمدافع رشاشة مضادة للطيران، ولديها ميزانيتها الخاصة من الحكومة، ناهيك عن استغلالها لمناجم الذهب بجبل عامر في دارفور ومناجم في الشمال لحسابها الخاص.. إذا ما تقوم به القوات المسلحة غير مجدي لذلك عليها بالحنوح إلى السلام.

التدخل الأجنبي
وثمة مخاوف من أن تتدخل قوى دولية لدعم طرفي النزاع بالسلاح، ما سيؤدي إلى طول أمد الحرب وامتداد ساحات المواجهة إلى مناطق أوسع في بلد أنهكته الحروب الطويلة.

كما ادعت “وول ستريت جورنال”، أن مصر أرسلت طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة رسميا عدم التدخل في السودان.. لكن قولها لم تدخل بعد ما عرفت ان قوات الدعم السريع لها مضادات حديثة التي كانت ملك لهيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات.

وتضاربت الأنباء بشأن السيطرة على المطار، ولكن المؤكد أن استمرار القتال يعني أنه لم تتمكن أي جهة من تثبيت سيطرتها على المطار، في ظل حرب كر وفر بينهما.

ففي ظل التوازن العسكري بين الطرفين، يصبح إطالة أمد حرب السيناريو الأرجح، حتى ولو تم طرد قوات حميدتي من الخرطوم، لأنه قد يلجأ إلى معاقله في دارفور والولايات الجنوبية، ويواصل حرب استنزاف أو يسعى لانفصال الإقليم.

إلا إذا توسطت قوى دولية وازنة من أجل تحقيق السلام، ولو بتقاسم السلطة مجددا، على غرار ما هو جاري في جنوب السودان بين سلفاكير ميارديت (من قبائل الدينكا) وريك مشار (من قبائل النوير).

غير أن الاتفاق الإطاري لنقل السلطة من العسكريين إلى المدنيين احترق بنيران الحرب، فلا توجد مؤشرات على أن العسكريين سيسمحون بتسليم السلطة للمدنيين، رغم وعود البرهان وحميدتي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.