جائحة كورونا .. العالم الإسلامي أمام واقع مغاير في رمضان
في ظل انتشار جائحة كورونا عبر العالم يبقى السؤال الذي يؤرق مضاجع ملايين المسلمين متعلق بالكيفية التي سيكون عليها الحال خلال شهر رمضان المبارك، سيما وأن للشهر خصائصة التي تميزه دون غيره من الشهور.
حيث سيكون الوضع الذي فرضه انتشار كورونا حول العالم آثاره المترتبة على شهر رمضان وكيف ستتعاطى شعوب الدول الإسلامية مع تلك المستجدات؟ وماهي الارشادات والتوجيهات التي أصدرتها الحكومات للوقاية من وباء كوفيد 19 خلال هذا الشهر التي تبلغ خلاله الطقوس والشعائر الدينية ذروتها.
تغيير السلوك
ودعا وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية عبد الله عسيري السعوديين في تغريدات على موقع تويتر إلى “تغيير السلوك فيما يتعلق باللقاءات والتجمعات وعادات التسوق” خلال شهر الصيام.
وقال وفقًا لـ(فرانس برس): “من المهم جدا أن ندرك في هذه المرحلة أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية. يجب أن نعدل من سلوكنا لتتناسب مع الأوضاع الراهنة ومن ذلك البقاء في المنازل وعدم مخالطة الناس“.
وأضاف: “الإمكانيات متوفرة لكل الناس لكي يواصلوا أعمالهم عن بعد وذلك باستخدام تقنيات جديدة للاتصال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، موضحا أن “الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة تهدف للحد من انتشار فيروس كورونا والتقليل من الإصابات” ومشددا على أن “بقاء الناس في منازلهم (حتى في شهر رمضان) فيه حماية للمجتمع من تفشي الفيروس”.
خامنئي يدعو للصلاة في المنازل
في إيران، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الإيرانيين إلى التزام منازلهم والصلاة في البيوت خلال شهر رمضان. وهي المرة الأولى التي يصدر فيها المرشد الأعلى مثل هذه التوجيهات في بلد تزداد فيه الممارسة الدينية خلال هذا الشهر وتكثر زيارات الأضرحة والمساجد.
وقال خامنئي في خطاب متلفز الخميس: “يجب تجنب التجمعات خلال شهر رمضان لكن ينبغي علينا ألا نهمل الصلاة والدعاء والتواضع في وحدتنا”.
إفطار رمضان
في الجزائر، أثارت إمكانية الترخيص بالإفطار أثناء شهر رمضان بسبب فيروس كورونا جدلا واسعا، خاصة لدى كبار السن والمرضى.
ونقلت جريدة “الشروق” عن طبيب عام (عمر بن يحيى) قوله إن كثيرا من المرضى يسألونه عن إمكانية إفطار رمضان ، وهم من أصحاب الأمراض المزمنة، “ومنهم من كان يصوم دون مشاكل” تذكر. ويبرر المرضى حسبما نقلت الصحيفة عن هذا الطبيب تخوفاتهم بالمعلومات المتداولة حول تسهيل الحلق الجاف دخول فيروس كورونا إلى الرئتين.
لكن المنسق الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أجاب عبر الجريدة ذاتها قائلا إن “الحديث عن إفطار رمضان بسبب وباء كورونا “سابق لأوانه”، داعيا الجزائريين إلى “عقد النية للصوم تطبيقا لفريضة دينية، وتضرعا لرفع الوباء عنا وعن شعوب العالم”.
جفاف حلق الصائم
وبشأن ما تم تداوله بخصوص علماء الأزهر في مصر ومفتين بالسعودية حول إمكانية الترخيص بالإفطار في شهر رمضان بسبب جائحة كورونا، قال الموظف في وزارة الشؤون الدينية الجزائرية إن بلدان الشرق الأوسط تعرف مناخا حارا في شهر مايو (والمتزامن هذا العام مع الجزء الأكبر من شهر رمضان)، خلافا للجزائر، ما يثير مخاوف لدى السكان “من تأثير الحرارة المرتفعة على جفاف حلق الصائم في ظل وباء كورونا”.
أزمة في أئمة المساجد بفرنسا
في فرنسا، أغلق مسجد باريس أبوابه منذ 13 مارس الماضي لغاية أجل غير مسمى حسب بيان على موقع الإنترنت للمسجد تفاديا من انتشار فيروس كورونا بين أوساط المصلين والزوار.
ويتوقع أن يبقى المسجد مقفلا خلال أيام رمضان . فيما أضاف المجلس الأعلى للديانة الإسلامية بفرنسا أنه بسبب وباء كورونا والحدود المغلقة، فلن ترسل الجزائر ولا المغرب أو تركيا أئمة للصلاة بالمؤمنين في المساجد الفرنسية وضمان سير الحلقات الدينية المعتادة في مثل هذه الشهر.