“حرب الجراثيم” إلى الواجهة مجددا ..

0

منذ سنوات أن الولايات المتحدة الأميركية تدير في جورجيا وأوكرانيا مختبرات بيولوجية تعمل على انتاج أسلحة كيميائية فتاكة، ما يشكل تهديدا مباشرا وحقيقيا على أمنها وينتهك الاتفاقات الدولية.. الحديث عن هذه المختبرات عاد للواجهة مجددا بعد انتشار العديد من الأخبار على لسان مسؤولين روس تؤكد تنفيذ واشنطن برنامجا عسكريا في أوكرانيا يشمل انتقال مسببات الأمراض عن طريق الطيور المهاجرة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة.. لتتحول هذه المواقع إلى أهداف أساسية

خلال جلسة استماع في الكونغرس، أكدت فيكتوريا نولاند، نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، وجود “منشآت أبحاث بيولوجية”

وتابعت نولاند أن “أوكرانيا لديها منشآت خاصة بالأبحاث البيولوجية.  بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا بشدة خلال الأيام الماضية مع هذا الموضوع، اعتبروا أن تصريحات نولاند هي اعتراف بتطوير وتمويل الولايات المتحدة أسلحة كيميائية في أوكرانيا.وما بين التأكيد والنفي، يبقى أن هذه المختبرات والحديث عن حروب بيولوجية تعرف بـ “الحرب الجرثومية”، ليست بالأمر الجديد على الساحة السياسة الدولية. إذ بدأ استخدامها في القرن الرابع عشر من قبل المغول، ومن ثم لجأت العديد من الدول إلى مثل هذه الأسلحة الجرثومية للقضاء على العدو في القرون السابقة.وبحسب بعض الروايات، تعود بداية الحروب البيولوجية إلى عام 400-500 قبل الميلاد، عندما أقدم الشاعر الآثيني سولون على تلويث المياه الواصلة إلى مدينة كيراه القديمة بنبات الزين “الخربق” السام.

كانت وزارة الدفاع الأميركية ولسنوات عدة، تجاهر بتمويلها برنامج المختبرات الحيوية الأميركي من قبل وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات، DTRA “للحد من خطر برامج أسلحة الدمار الشامل”.وخلال الحرب الباردة، سعى المجمع الصناعي العسكري السوفياتي إلى أن يصبح قوة عظمى من خلال تحويل الفيروسات والبكتيريا إلى أسلحة يمكن استخدامها خلال الحروب. وتم بناء مرافق أسلحة بيولوجية على نطاق واسع خلال سباق التسلح في الحرب الجرثومية.ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، واجهت العديد من الجمهوريات المستقلة معضلة خطيرة تمثلت في كيفية التعامل مع مسببات الأمراض القاتلة في المواقع التي تُركت دون حماية وعرضة للسرقة.ويسعى البرنامج الأميركي إلى تفكيك هذه البنية التحتية الضخمة ومراكز الأبحاث والتطوير لإنتاج أسلحة الدمار الشامل البيولوجية.

وفي وقت سابق، أعلنت السفارة الأميركية لدى كييف في بيان نشرته على موقعها الالكتروني وردا على هذه المزاعم توضيحا يشير إلى أن برنامج الحد من التهديد البيولوجي في أوكرانيا يتم تنفيذه تحت إشراف وزارة الصحة والحكومة الأوكرانية لحماية الأغذية والمستهلك، والأكاديمية الوطنية للزراعة، قسم العلوم والدفاع.ولفتت إلى أن الجانبين يعملان معا “لضمان قدرة أوكرانيا على اكتشاف مسببات الأمراض الخطيرة والإبلاغ عنها قبل أن تشكل تهديدات للأمن أو الاستقرار”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.