بعد المبادرة التي أطلقتها القاهرة في الأسبوع الماضي والمتعلقة بالبحث عن حلول للصراع الدائر في ليبيا في الفترة الحالية بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً وبين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، علق المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي على المبادرة بالقول: ” إن جيشنا لم يبدأ الحرب لكنه هو من يحدد نهايتها” .
الوقت للعمل
وفي بيان تم نشره على المركز الإعلامي لعملية ” بركان الغضب” والتي تتبع لـ ” حكومة الوفاق الوطني ” قال قنونو: ” ليس لدينا وقت فراغ لمشاهدة هرطقات مجرم الحرب ( خليفة حفتر) على الفضائيات” .
وأوضح قنونو بأن الفترة المقبلة سوف يعمل جنوده فيها على مطاردة قوات حفتر المتواجدة في البلاد .
ومن الواضح فإن الفترة المقبلة سوف تشهد نوعاً من الشد والجذب بين الطرفين في ظل ضبابية الموقف فيما يتعلق بموافقة الطرفين على الحوار .
موقف مصري
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال في وقت سابق مساء السبت، أنه تم الاتفاق مع رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا .
وتعمل المبادرة التي قامت بها العاصمة المصرية القاهرة إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، وبحثت الحل السياسي للأزمة الليبية .
علاج الانشقاق
وهدف الاجتماع بشكل مباشر إلى علاج الانشقاق الأخير الذي ضرب معسكر الشرق ما بين عقيلة صالح وخليفة حفتر، إذ أن توحيد الطرفان بات من أول الأولويات بالنسبة للحكومة المصرية .
وكان ذلك الاجتماع في غياب الطرف الثاني للأزمة وهو حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، الأمر الذي اعتبره مراقبون تقارب حكومي للقاهرة مع حفتر عقيلة أكثر من فائز السراج .
ووصف مراقبون خطوة الحكومة المصرية بالمهمة في الوقت الراهن باعتبار أنها علمت على وحدة معسكر الشرق أولاً ومن ثم عودة المفاوضات مع الطرف الآخر في غرب ليبيا وهو قوات الوفاق .
وكانت اجتماعات حفتر خلال اليومين الماضيين في القاهرة قد تضمنت إلزامه بإعلان بالتراجع عن إعلانه السابق بإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي وتوليه لمقاليد الأمور في البلاد .
وكانت مصر قد حملت الإمارات العربية المتحدة وحفتر مسؤولية التدهور الأخير الذي حدث في ليبيا، وذلك بسبب استدعاء روسيا للعب دور واسع في المعارك التي تدور في البلاد .
دعم حفتر للمبادة
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع السيسي وصالح، دعمه للمبادرة التي أعلنها السيسي، وتتضمن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة 6:00 من صباح غداً الاثنين .
وقال: “إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة)، آملين الحصول على الدعم والتأييد الدوليين للعبور بليبيا لبر الأمان”.
وكان الرئيس المصري قد أعلن السيسي في المؤتمر بعد لقائه حفتر “توافق القادة الليبيين على إطلاق (إعلان القاهرة) متضمناً مبادرة ليبية – ليبية كأساس لحلّ الأزمة، في إطار قرارات الأمم المتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبوظبي وأخيراً في برلين”.
وأضاف: ” إن المبادرة “تدعو إلى احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة السادسة من صباح 8 يونيو 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية” .
وأكد صالح إنّ المبادرة “تتماشى مع ما تعارف عليه الشعب الليبي، ومع الدستور الليبي والحكم في الفترة الانتقالية في ليبيا”.
وأضاف: “تتكون السلطة التنفيذية من رئيس ونائبين ورئيس وزراء منفصل، وتكون مدة هذا المجلس عاما ونصف يجوز أن تمد 6 أشهر… ولا تهميش لأحد ولا إقصاء لأحد” .
