حنين حسام خلف القضبان .. انهيار القيم في عصر الشبكات الاجتماعية

وجدت الطالبة الجامعية حنين حسام نفسها تحت قبضة الأمن المصري عقب نشرها مقاطع فيديو مثيرة للجدل تزامنًا في فترة العزل المنزلي التي تمر على مصر هذه الأيام مع تفشي جائحة كورونا.

ونجحت الطالبة الجامعة عبر عدة مقاطع فيديو نشرتها عبر تطبيق (تيك توك) في إثارة موجة من الانتقادات وردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، حيث لم تكن الفتاة سوى واحدة من ملايين المستخدمين حول العالم، لكنها نجحت في إثارة الجدل حول ما يقدمه المؤثرون وصناع المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية، إذ كان المحتوى أكثر استفزازا للمتابعين.

حنين حسام طالبة جامعية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، ولدت في العام 2000 وهي من رواد موقع (تيك توك) والذي من خلاله حظيت بشهرة منقطة النظير سيما منذ بداية الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا.

يتابع صفحتها عبر موقع (تيك توك) أكثر من مليون شخص، وتقول عن نفسها بأنها حملت التطبيق على أكتافها خلال السنوات الأربع الماضية، كما انها تصف نفسها بـ “هرم مصر الرابع”.

مخاطبة المراهقين

وتوجه حنين حسام أعمالها في الشبكات الاجتماعية إلى المراهقين والشباب في قالب مقاطع فيديو قصيرة تحوي الأغاني والرقص، كما تقوم بتقديم معلومات عامة وتاريخية بها الكثير من الأخطاء، وحسب منتقديها، فإنها ربما تتحدث عن جهل بتلك الموضوعات، أو أنها تتعمد ذلك لإثارة الجدل وبحثا عن الشهرة، لا سيما أن تلك الأخطاء كانت سببا في شهرتها بين جمهور فيسبوك وإنستغرام خلال الشهور الأخيرة. 

إغراء

على جانب موازٍ لكنه لا يقل أهمية بالنسبة لفتاة شابة تحظى بمتابعة واسعة عبر الشبكات الاجتماعية، وهو الصورة والمظهر الخارجي الذي تظهر به أمام الجمهور، ووفقًا لمنتقديها فهي فتاة محجبة تتعمد الإغراء والظهور بصورة مثيرة في الملابس والحركات والأداء أمام الكاميرا، بحسب ما ذكرة موقع (الجزيرة نت).

الربح المنزلي

وبالعودة إلى بداية القصة، فقد نشرت حنين عبر صفحتها الشخصية بموقع (إنستغرام) مقطع فيديو تدعو فيه الفتيات للربح المنزلي وذلك خلال فترة الحجر المنزلي، عبر وكالة افتتحتها على أحد المواقع، هدفها فتيات لا تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ومن ثم فتح غرف محادثة مع المستخدمين، على أن تصبح الفتاة مذيعة من منزلها.

وأوضحت حنين أن العائد المادي سيبدأ من 36 دولار وقد يبلغ إلى 3 آلاف دولار، وأكدت أن المذيعة المنزلية ستقدم محتوى وصورة محترمة لجمهورها المتوقع، وتكوين صداقات معهم.

دعارة حلال

ووجهت شابة أخرى تدعى أميرة المغربي انتقادات لاذعة لما بثته حنين، وذلك حينما نشرت مقطع فيديو في اليوتيوب بعنوان “دعارة حلال”، وقالت إنها قبل فترة اكتشفت أن الأمر أقرب إلى الدعارة وقررت ترك هذه التطبيقات على الفور، متهمة حنين بمحاولة تسهيل الدعارة.

على صعيد متصل، قامت جامعة القاهرة بعد أسابيع قليلة ذلك الفيديو، بإحالة حنين إلى التحقيق، ومن ثم تم تحويلها إلى النيابة العامة، والتي ما زالت تجرب معها التحقيقات إلى اليوم، حيث تم تجديد حبسها لمدة 15 يوم على ذمة التحقيق.

ووجهت إليها النيابة العامة تهمًا متعلقة بالاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية لدى المجتمع المصري، فضلاً عن إنشائها وإدارتها واستخدامها مواقع وحسابات خاصة عبر تطبيقات للتواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب وتسهيل تلك الجريمة.

حدود جديدة

وحتى الآن ما زال التحقيق مستمرا في قضية حنين حسام، إلا أن النيابة العامة في مصر أصدرت بيانا حول التحقيقات، مؤكدة أنها “استحدثت لمصر حدودا رابعة خلاف البرية والجوية والبحرية وتؤدي بنا حتما إلى تغييرات جذرية في سياسة التشريع والضبطيات الإدارية والقضائية، حيث أصبحنا أمام حدود جديدة سيبرانية مجالها المواقع الإلكترونية، مما يحتاج إلى ردع واحتراز تام لحراستها كغيرها من الحدود”.