خوفًا من كورونا.. جدل واسع تسببه دعوة للإفطار في رمضان بالجزائر
في ظل التخبط الكبير الذي أحدثه وباء كورونا في العالم أجمع، أثارت دعوة قدمها سياسي جزائري حاثًا من خلالها للإفطار في شهر رمضان المبارك، خشية تفشي وباء كورونا، أثارت جدلًا واسعًا، حيث اعتبره البعض بمثابة التدخل في شأن خاص بين علماء الدين والطب، في الوقت الذي وصف فيه آخرون أنه يعد بمثابة “الاجتهاد”.
ونشر الرئيس السابق لحزب “التجديد”، نور الدين بوكروح، مقالًا عبر صفحته بـ(فيسبوك) في العاشر من أبريل الحالي، تحت عنوان “فيروس كورونا والحضارات”.
ووفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء، فقد قال بوكروح: “إنه “أمام المسلمين إما الاضطرار إلى تعليق صيام هذا العام، لأن خواء الجسم يزيد من قابليته لفتك فيروس كورونا (كوفيد 19) ويحفز انتشاره، وإما تثبيت الصيام وتحدي خطر تفش أوسع له”.
جدل واسع
وعقب المقال، خرجت العديد من ردود الفعل، بين مؤيد ومعارض، وتحديدًا في الجزائر، حيث رأى البعض أن طريقة طرح بوكروح، تعد حافزًا لإطلاق اجتهادات شخصية للتعامل مع الوضع الحالي للأزمة، في الوقت الذي لم يعجب فيه آخرون بما ذكره، معتبرين أنه تحدث في قضية دينية يجب أن تكون من اختصاص علماء الدين والطب.
مؤيد ومعارض
مدير تحرير صحيفة “أخبار الوطن” (خاصة)، رياض هويلي، كتب عبر “فيسبوك”، معلقا على حالة الجدل: “هجوم إسلاماوي (من التيار الإسلامي) على المفكر بوكروح لأنه طرح احتمال منع الصيام بسبب كورونا أو الصيام مع مخاطره”.
فيما علق الإعلامي محمد يعقوبي، مدير تحرير صحيفة “الحوار” (خاصة)، عبر صفحته بموقع “فيسبوك”: “سي بوكروح.. لستَ طبيب أوبئة لنأخذ منك الرأي حول علاقة الصيام بانتشار الفيروس ولا فقيها مفتيا لنأخذ عنك تعاليم الصيام”.
وأضاف يعقوبي: “سنصوم رمضان لهذا العام بإذن الله تعالى وسنشفى من هذا الوباء بالوقاية والدواء والدعاء، وكل رمضان وأنت بخير”.
وفي توافق مع يعقوبي، كتب يوسف خبابة، النائب في البرلمان عن حركة النهضة (إسلامية) على “فيسبوك”: “لا أعتقد أن بوكروح اكتشف لنا شيئا جديدا. كنت أتمنى أن يقدم لنا اجتهادات في التجارة والاقتصاد”، في إشارة لتوليه منصب وزير التجارة، في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي.
وتابع خبابة: “أما مسائل الفقه والدين فهناك وزارة الشؤون الدينية لها كل القدرة والكفاءة في تقدير الأمور”.
الاستناد بالأزهر
ولم تصدر وزارة الشؤون الدينية أو أي من الهيئات الدينية الأخرى في الجزائر تعليقا حول القضية المصارة للإفطار في شهر رمضان لكن بوكروح عاد لينشر تعليقا، الأحد، يرد فيه على الجدل، اعتبر فيه أن حديثه حول تأثير فيروس كورونا على الصيام لم يكن سابقة.
وأشار بوكروح، إلى أن نقاشا فُتح بجامع الأزهر الشريف حول الموضوع هو ما دفعه إلى إطلاق دعوته.
ونشر السياسي الجزائري بيانا، لمجمع البحوث بالأزهر صدر في 7 أبريل الجاري حول تداعيات انتشار فيروس كورونا على الصيام.
الأزهر يرد
وجاء في بيان مجمع البحوث بالأزهر، أنه “لا يوجد دليل علمي على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بكورونا، وعلى ذلك تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه من وجوب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم في الإفطار شرعًا من أصحاب الأعذار”.
والأسبوع الماضي، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فتوى حول هذه القضية عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، قال فيها، إنه “لا يجوز للمسلم أن يُفطر رمضان إلا إذا قرر الأطباء وثبت علمياً أن الصيام سيجعله عرضة للإصابة والهلاك بفيروس كورونا، وهو أمر لم يثبت علميّاً حتى هذه اللحظة”.