سجن كوبر .. انقلاب السحر على قيادات البشير بالسودان
احتضن سجن كوبر العتيق في السودان قيادات النظام البائد في السودان وعلى رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير وكبار رجالات الدولة .
لم ينسَ مصمم سجن كوبر الاتحادي في الخرطوم بحري، الانجليزي الجنسية الذي وضع فيه كل خبراته التأمينية العالية، أيضاَ قسوته العقابية في رسم كروكي السجن، طريقة تشييد زنازينه الجماعية والانفرادية، تقول إنه من أخطر مهندسي تصميم السجون في العالم، بحيث تزاد القوة العقابية للمعتقلين فيه مع تغير الفصول وتبدل الطبيعة فلا شتاء يريحهم ولا صيف كذلك.
ونقل موقع (السوداني نيوز ) عبر مصادر عالية الثقة وقفت على أوضاع المعتقلين، فهم يقضون فترة اعتقالهم منذ سقوط نظامهم في معتقلات قوات الأمن السودانية السابقة، وتسمى حسب مصطلح السجن بالشرقيات، لوجودها في الجهة الشرقية داخل سجن كوبر ، هذه المعتقلات تتقسم إلى زنازين جماعية وانفرادية بينها زنزانة البشير، وجميعها تجاور زنازين (الإعدامات) أي المحكومين بالإعدام المنتظرين يوم (موتهم) على حبال المشانق، هذا الخيار وبما يتسرب من أصوات (المحبطين) يجد أثراً سيئاً في نفوس معتقلي النظام السابق.
زنازين قاسية
ومنذ أن ولج الصيف أصبحت زنازيم المعتقلين في سجن كوبر أكثر قسوة على قاطنيها خصوصاً وأنهم تقدموا في العمر، البعوض يحيطهم من كل جانب ويلدغهم حين غفلة ويقظة، رأسهم “البشير” يعيش في زنزانة صغيرة تحاصرها مياه الصرف الصحي، فالطفح الذي يتسرب من زنازين (الإعدامات) يتخذ من زنازين معتقلي النظام السابق معبراً للوصول إلى مصبه الرئيسي في بئر (الشرقيات)، هذا الوضع إذا ما قارنه المعتقلون بحياتهم الغارقة في الرفاهية إبان فترة حكمهم بالتأكيد سيفكرون ألف مرة في طريقتهم الخاطئة التي قذفت بهم إلى هناك.
سخونة الصيف
وصفت (المصادر) وضع البشير وبقية رفاقه من حيث خدمات إدارة سجن كوبر بالجيد فهي تؤدي واجبها تجاههم بكل حيادية حسب ما كفله لهم قانون حقوق الإنسان، لكنها أي (المصادر) حصرت معاناتهم في (سخانة) الصيف مع انقطاع التيار الكهربائي، في بعض الأحيان داخل السجن، فهم أصبحوا لا يتناولون وجباتهم التي تأتيهم من أسرهم بل يفضلون بدلاً عنها (الشاي بالبسكويت).
لقاءات في باحات زنازين
وبخلاف “البشير” المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية مع بعض القيادات الذين يلتقون في (باحات) الزنازين الجماعية نهاراً ويعزلون منذ الخامسة مساءً موعد إغلاق سجن كوبر في زنازينهم الانفرادية، ثم يخرجون في الثامنة مساءً وبعدها يعودن إلى زنازينهم ولا يخرجون منها إلى في الثامنة صباحاً، وينخرطون في رياضة المشي وبعض (الإطالات)، ويلتقون زعيمهم “البشير” في صلاة كل جمعة، وحسب المصادر فإن “البشير” و”عبد الرحيم محمد حسين” و”عوض الجاز” في جلساتهم وذكرياتهم تمنوا لو أنهم (صانوا) سجن كوبر في عهدهم وغيروا وضعه المحكم أمنياً كـ(بيت النمل).
(السوداني) تقصت حول أوضاع معتقلي النظام السابق، في عهد الحكومة السودانية الانتقالية الحالية داخل سجن كوبر الاتحادي، عقب انجلاء فصل الشتاء بكل زمهريره القاسي، نزلاته التي تعيي أجسادهم، الشتاء حسب مصادر الصحيفة كان بمثابة البرد والسلام، فيه قلت (بلاغاتهم)، الصحية وفتحت شهيتهم للأكل مع تقليل جرعة شرب المياه، فكانوا ينشطون في الرياضة، الشيء الوحيد الذي كانوا يعانون منه هو شدة البرد ليلاً، عندما يضرب زنازينهم بقوة، ويخترق أجسادهم التي لم تتعود على مواجهته (وجهاً لوجه) طيلة ثلاثين عاماً.
المكان الآمن الذي كان يقصده ابنعوف وزمير الدفاع في النظام البائد لم يكن سجن كوبر وقتها، لكن الظروف السياسية واحتقان الشارع وتحركات مشبوهة لتهريب أموال من منزله في القيادة العامة للجيش كانت سبباً مباشراً في ترحيله إلى سجن كوبر، في 16 إبريل من ذات العام.
الرئيس المعزول المحكوم بالسجن عامين في حيازة أموال أجنبية ومحلية، يعتقل حالياً في زنزانة انفرادية في سجن كوبر تحوي سريراً واحداً وحماماً داخلياً في منطقة معزولة عن بقية معتقلي نظامه. في 16 يونيو البشير اشتكى من كثرة البعوض عند زيارة مفوضية حقوق الإنسان لسجن كوبر بموافقة المجلس العسكري الانتقالي في السودان حينذاك، وقتها كان لدى البشير وضع صحي جيد، ويزوره طبيب متخصص في العيون وآخر في الأذن والأنف والحنجرة، ويتمتع بمعنويات عالية.