شوغالي 2 .. قصة واقعية تروي معاناة الليبيين من ظلم الميليشيات
يترقب المشاهد العربي، في هذه الأثناء، العرض الأول، للفيلم الروسي الجديد ” شوغالي 2 “، الذي تدور أحداثه حول الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الليبي وما يتبعه من معاناة وفوضى تحصل في العاصمة الليبية طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات.
ويستلهم كاتب الفيلم أحداثه من وقائع وأحداث حقيقية، التي يجسدها شخصيات مستلهمة من واقع الأزمة الليبية.
وعرض فيلم شوغالي 1، في المركز الثقافي العربي في العاصمة السورية دمشق، مؤخراً، والذي حظي على إعجاب الشارع السوري بكامله، الذين بدورهم يعيشون المعاناة ذاتها التي يعيشها أشقائهم الليبيين من إرهاب وخطف وقتل أشخاص مدنيين.
وأعرب السوريين، بعد مشاهدتهم للفيلم، عن تضامنهم مع عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان، ورفضهم لاحتجاز أي إنسان في مثل هذه ظروف غير الإنسانية وأنهم ينتظرون الجزء الثاني من الفيلم بفارغ الصبر.
والفيلم مقتبس من قصة واقعية لعالم اجتماع روسي وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس في مهمة إنسانية، ليختطف ويعتقل بعد أيام من وصوله، هو ومترجمه وبيوضعا في سجن معيتيقة من قبل الإرهابيين، في المدينة دون توجيه أي تهمة رسمية لهما.
وتدور أحداث الفيلم حول ما يتعرض له الشعب الليبي من قتل وتدمير وتهجير وسرقة، إلى جانب تسليط الضوء على الحرب التي تقودها الميليشيات في طرابلس، من خلال قصة الباحث الاجتماعي مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان.
كما يروي الفيلم قصة إرسال شوغالي إلى العاصمة الليبية طرابلس، الذي كان يعمل لدى مؤسسة فكرية روسية غير حكومية بناء على دعوة رسمية من حكومة السراج، وكانت مهمته تتمثل في إجراء بحوث استقصائية واستطلاعات رأي في البلد.
وخلال عمله في طرابلس، تقع بين أيدي شوغالي معلومات من شأنها أن تكلّف الحكومة في طرابلس الكثير، ألا وهي عدم رضا الشعب اللليبي عن حكومة الوفاق وتحكم الإرهابيين بها، وتسلطهم على الشعب.
ليعتقل هو ومترجمه، من قبل إحدى ميليشيات طرابلس الإرهابية واسمها “قوات الردع” ويترأسها عبد الرؤوف كارة، في سجن معيتيقة الواقع في مطار معيتيقة، الذي حولته أنقرة إلى قاعدة عسكرية لها، لنقل السلاح والمرتزقة إلى ليبيا.
ويسرد الفيلم، محاولة حكومة الوفاق، إلصاق تهمة التجسس والتدخل في الانتخابات بشوغالي لاسيما بعد لقاءه سيف الإسلام القذافي، ابن الرئيس الراحل معمر القذافي، مع العلم أن حكومة طرابلس كانت على دراية باللقاء قبل إجراءه.
من جانبه، قال منتج الفيلم، سيرجي شيغلوف، إن مهمة العمل الرئيسية للعمل تتمثل في أن تدرك شعوب العالم أن هناك دولاً يسودها انعدام القانون والعنف.
ويضيف شيغلوف “لقد عملنا من أجل إنقاذ الإنسان، وكان هذا بالفعل شعار فريقنا، عملنا طوال 48 يوما لمدة 14 ساعة في اليوم، من طاقم العمل إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، لم يكن هناك شخص غير مبال في طاقم الفيلم”.
وذكرت وكالة “سبوتنيك“، عن رئيس الصندوق الوطني لحماية القيم، ألكسندر مالكيفيتش، تأكيد التقارير عن احتجاز موظفي الصندوق في ليبيا بشكل غير قانوني، بمن فيهم عالم الاجتماع مكسيم شوغالي في أوائل يوليو/ تموز 2019.
وأكد مالكيفيتش أن شوغالي رهينة ميليشيات طرابلس التي ألقت القبض عليه للضغط على روسيا.
وأضاف مالكيفيتش مناشداً حكومة طرابلس بإطلاق سراح شوغالي “وفقاً لمعلوماتنا شارك في احتجازهم أيضاً، ممثلون عن أجهزة أمن أجنبية، ونعتبر أن أحد أهداف القبض عليهما هو منع تسرب البيانات الاجتماعية التي قاما بجمعها، والتي تؤكد افتقاركم إلى الدعم من المواطنين الليبيين، وبناء على أحكام الفقرة 45 من الوثيقة الختامية لمؤتمر برلين، نطالب بالإفراج الفوري عن المواطنين الروس المحتجزين بصورة غير قانونية من جانبكم”.
يذكر أن مكسيم شوغالي وسامر سويفان، يتعرضان لشتى أنواع التعذيب، لأكثر من سنة، بانتظار على الأقل توجيه تهمة رسمية لهما، في ظل معاناة إنسانية وصمت دولي حيالهما.