ضرر كبير للمدنيين العراقيين بسبب الألغام.. وموت متواصل يلاحق السكان
لا زالت التقارير التي تتحدث عن مقتل المواطنين العراقيين تتصدر الأخبار الأسبوعية في البلاد، ومعظم هذه الأخبار التي تصدرها الجهات الرسمية في البلاد تتحدث عن هجمات داعش للمواطنين العراقيين عن طريقة زراعة الألغام .
آلة للقتل
ويعتبر داعش في نظر الكثير من العراقيين عبارة عن آلة للقتل وسفك دماء المواطنين العراقيين الذين عانوا كثيراً من التنظيم طيلة الفترة الماضية لا سيما بعد الخلل الأمني الكبير الذي عاشته البلاد قبيل تشكيل الحكومة الحالية برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .
ويتأثر قطاع كبير من المواطنين العراقيين بتلك الاحداث لا سيما المدنيين القرويين، الذين يتم استهدافهم بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية .
وأوردت بعض وسائل الإعلام العراقية بأنه ومنذ مطلع العام الحالي فإن القتلى نتيجة تفجيرات الألغام في البلاد أسبوعياً لايقل عن خمسة أو أكثر من المدنيين، كما أن الإصابات تكن أضعاف رقم الأموات .
صعوبة الانتهاء من بقايا التنظيم
وبالرغم من تحرير مدن كبيرة في شمال وغرب العراق من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، إلا أن الانتهاء من تركة القتل التي أسسها التنظيم في تلك المدن لا تزال قائمة حتى اللحظة .
وكان داعش قد اعتمد في السابق وخلال احتلاله المدن، بـ ” سواتر النار “، إذ قام التنظيم بزرع ألغام وعبوات ناسفة حول المدن لعرقلة تقدم القوات العراقية إليها خلال عمليات التحرير، إضافة إلى الأحياء السكنية والمناطق الزراعية المختلفة في البلاد .
وهو الأمر الذي عن طريقة أزهقت أرواح بشرية كثيرة، والتي طاولت الفقراء والفلاحين والمزارعين والأطفال والنساء .
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية قامت بإعلان العراق دولة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” في أواخر العام 2017، بعد أن كان يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة من البلاد منذ العام 2014 إلا أن التنظيم عاد للواجهة وبطريقة أكثر تنظيماً وقوة من تلك .
مساعدات دولة وأحياء غير جاهزة
ومؤخراً انتشرت العديد من منظمات المجتمع المدني في العراق وذلك في ظل غياب الخطط الحكومية لحل المشكلة، كما انتشرت في أرجاء العراق مراكز تأهيل بتمويل ياباني وبريطاني .
وحتى الآن ما زالت أحياء في محافظات نينوى بالإضافة إلى الأنبار وصلاح الدين غير جاهزة لاستقبال أهلها، بسبب انتشار الألغام فيها بدرجة كبيرة .
ويرى العديد من الخبراء السياسيين في العراق والمعنيين بالمجتمع بأن كثرة الألغام المتروكة في البلاد والتي يعاني منها المواطن العراقي لديها عدة أسباب من بينها الفساد، وذلك في عمليات إحالة عقود لعدد من المنظمات تمت وفقاً للمساحة، بمعنى محاسبة العاملين في رفع الألغام بحسب المساحة (لكل كيلومتر مربع يتم تطهيره يدفع لهم)، إضافة إلى قلة الخبرة.