طوافات الجيش باشرت رش مبيدات حشرية في شرق لبنان
باشرت طوافات الجيش اللبناني اليوم الجمعة بالتنسيق مع وزارة الزراعة رش مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك شرق البلاد لمكافحة الجراد
وأعلنت قيادة الجيش في تصريح لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انه في اطار اجراءات مكافحة اسراب الجراد والحد من انتشارها والقضاء عليها باشرت طوافات الجيش اللبناني بالتنسيق مع وزارة الزراعة رش مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك.
واجتاحت أسراب من الجراد منذ الساعات الاخيرة أعالي جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك في مناطق مرطبيا وخربة داوود وأعالي الزمراني، ما أدى إلى حالة هلع لدى المواطنين والمزارعين بسبب كثافة الأسراب.
بعد أربع سنوات من توليه منصبه، كان صوت قائد الجيش اللبناني جوزيف عون قد بدأ يتعالى وتتردد أصداء انتقاداته. ففي كلمة ألقاها بقاعة خافتة الإضاءة على مسامع أفراد الجيش الشهر الماضي، وبَّخ عون الحكومة اللبنانية لخفض ميزانية الجيش، في خطاب انطوى على انتقادات لاذعة، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
في كلمته قال قائد الجيش اللبناني جوزيف عون بغضب، مستنكراً طوافات الجيش مزاعم مسؤولين سياسيين لم يكشف عن أسمائهم بأن الجيش أهدر موارده: “هل يريدون الجيش أم لا؟ هل يريدون أن يظل الجيش قائماً على قدميه أم لا؟”، وتابع: “نحن لا نقبل أن يمس أحد بحقوق العسكريين”.
تأتي انتقادات قائد الجيش اللبناني في وقتٍ انهارت فيه العملة المحلية (الليرة اللبنانية)، منذ أواخر عام 2019، وارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً حاداً، وبات الجنود اللبنانيون، الذين كانوا في وقت ما يعملون في إحدى الوظائف النادرة في البلاد التي يُمكن القول إنها تضمن نوعاً من الأمان الاقتصادي، يتقاضون الآن رواتب شهرية تقل عن 120 دولاراً. وهو مبلغ يقرب من 25% من الحد الأدنى للأجور في البلاد قبل الأزمة.
اضطر الجيش على إثر ذلك إلى شد أحزمة التقشف، وفي يونيو/حزيران الماضي، توقف عن تقديم اللحوم لأفراده. وفي فبراير/شباط، قدمت فرنسا مساعدات غذائية للجيش بقيمة 60 ألف دولار، والتي يبدو أنها احتوت فقط على مواد غذائية أساسية: زيت الطهي وأطعمة معلبة.
ومع شعور الجيش اللبناني بآثار الأزمة الاقتصادية في لبنان، حاله في ذلك حال بقية مواطني البلاد، بدت حالة السخط في بيان عون الصريح واضحة للعيان.
على الرغم من أن جنوده بأقنعتهم الطبية جلسوا في هدوء أثناء حديثه، فإن كلمات قائد الجيش أحدثت موجات من الجدل والنقاشات في جميع أنحاء البلاد.
صدرت تكهنات مماثلة من مراقبين وكُتاب صحف: هل ينذر خطاب عون بانقلاب عسكري أم أنه يعلن عن نفسه بطريقة مباشرة كمرشحٍ لرئاسة البلاد بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون (لا قرابة بينهما) بأقل من عامين؟
واقع الأمر أن تولي قائد عسكري لرئاسة لبنان ليس أمراً غير مألوف، ففي النهاية، الرئيس الحالي للبلاد واثنان من أسلافه كانوا جميعاً قادةً سابقين للجيش قبل توليهم رئاسة البلاد.
من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية أواخر العام المقبل، لكن طوافات الجيش والقائد العسكري جوزيف عون لم يعرب في أي وقت صراحةً عن رغبته في خلافة الرئيس الحالي.
مع ذلك، فإن هناك شيئاً واحداً مؤكداً، وهو أن علاقة قائد الجيش بالرئيس عون التي لطالما بدت وثيقة تدهورت، خاصةً أن المجتمع الدولي أصبح أشد حدةً في انتقاداته لمعظم النخبة الحاكمة في لبنان.
لكن، وبصرف النظر عن التكهنات، فإن الواضح بالتأكيد أن الجيش اللبناني يقف الآن على مفترق طرق مثير للاهتمام في تاريخه.
شهد لبنان على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية احتجاجات هزَّت البلاد، وانهياراً اقتصادياً يتفاقم بسبب جائحة كورونا، وانفجاراً في مرفأ بيروت دمَّر جزءاً كبيراً من العاصمة.
وفي كل هذه الأزمات، تصرفت الدولة المفلسة وكأنها في غيبوبة، وفوَّضت الجيش للتعامل مع مختلف الأزمات.
بناءً على ذلك، ومهما كانت الدوافع الخفية، فإن الواضح أن جوزيف عون يحاول فصل الجيش عن النخبة الحاكمة الفاسدة في البلاد. ويسعى إلى تقديم قوات الجيش اللبناني على أنها ضحية للفساد المستشري وسوء الإدارة، إلى جانب كثير من سكان البلاد الغاضبين والساخطين، الذين يعيش أكثر من نصفهم في فقر وعوز.