ظريف في سوريا .. إلى ماذا تهدف إيران حاليًا؟
حل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الإثنين بالعاصمة السورية دمشق، وكان في استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، حيث دخل الطرفان في مباحثات فيما يتعلق بملف اللجنة الدستورية.
وتعتبر زيارة ظريق إلى دمشق هي الأولى له منذ عام تقريبًا، لتأتي ضمن مساعي ظهران بهدف طمأنة الرئيس السوري بشار الأسد وتأكيدًا على أن إيران لا تزال داعمة له.
اجتماعي ثلاثي
ووفقًا لوكالة (سبوتنك) للانباء فإن اجتماعًا ثلاثياً بين روسيا وتركيا وإيران، سيتم الترتيب له من أجل الوضع في إدلب، حسبما أفاد وزير الخارجية الإيراني في تصريحاته، مشيرًا إلى تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي أجراه مساء أمس مع المبعوث الدولي إلى سوريا بيدرسون، والمشاورات الجارية بين إيران وتركيا وسوريا كضامنين لعملية “أستانا”.
ومن الواضح أن التوتر التركي السوري مؤخرًا، دفع بالبعض للتاساؤل حول مسار أستانا، وماهو الجديد الذي بإمكان إيران أت تقديه للنظام السوري في هذا التوقيت حاليًا.
دور الوسيط
المحلل السياسي والاستراتيجي، الدكتور أسامة دنورة، العضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، شدد على أهمية الدور الذي تلعبه إيران كأحد الضامنين الثلاثة لعمية أستانا، واصفًا الدور الإيراني بالمحوري والهام.
وأضاف دنورة، بأن إيران بفضل علاقاتها الاقتصادية والسياسية القوية مع تركيا من جهة، وعلاقاتها الاستراتيجية مع سوريا وروسيا في مجابهة الإرهاب، ستمكنها من لعب دور الوسيط الذي يحظى بالقبول عند كل الأطراف.
تحريك المياه الراكدة
وشدد المحلل السياسي والاستراتيجي، على أن طهران أكدت حرصها في أكثر من مناسبة للعب دور الوسيط لحل الخلاف بين تركيا وسوريا، كانت آخر تلك الصريحات لوزير الخارجية جواد ظريف ذات نفسه في فبراير الماضي.
ويقول دندورة إن الدور الإيراني يتعبر منطقيًا في هذا التوقيت، لأن كل من سوريا تركيا لن يعترضا على تلك الوساطة التي من شأنها أن تحرك المياه الراكدة في الوضع السياسي الراهن.
ويقول: ” أهمية الدور الإيراني الذي يأتي ليكمل الجهد الروسي لاحتواء الأزمة السورية الأولى في دعم الإرهاب، والثانية في التدخل العسكري الذي يمثل قفزة في المجهول”.
المسار السياسي
على ذات الصعيد، يقول الدكتور عماد ابنشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن طهران عبرت في أكثر من مناسبة بأن الأسلوب الوحيد لحل الأزمة السورية لن يكون إلا عن طريق المسار السياسي.
وأضاف إن الدور الإيراني جاء بعد أن كان كلا الطرفين يعملون على الوصول لحل عسكري بدلًا من الحل السياسي للأزمة، مما أدخلهما في مستنقع معارك إدلب، وإيران الآن تعمل على إنعاش مشروع سلام الأستانة.
ويؤكد أن إيران كذلك تؤمن بأن السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات حتى مع دول الجوار، لذلك فغن ظريف دائمًا ما يشدد على أستعداد بلاده للتفاوض حتى مع المملكة العربية السعودية دون إي اشتراطات.
كورونا ونوايا الولايات المتحدة
وخلال الزيارة أجرى ظريف لقاءات هامة مع كبار المسؤولين في دمشق، على رأسهم الرئيس بشار الأسد، بالإضافة للقاء فيصل المقداد مساعد وزير الخارجية السورية، لبحث آخر التطورات المتعلقة بمكافحة الأعمال الإرهابية.
أفادت الخارجية الإيرانية في بيان اليوم الاثنين أن “الأسد أعرب خلال استقباله ظريف في دمشق عن تعازي الحكومة والشعب السوري، اثر الوفيات التي لحقت بالإيرانيين جراء تفشي فيروس كورونا في الجمهورية الإسلامية “.
وقال وزير الخارجية الإيراني: “قد كشفت النوايا الحقيقية للولايات المتحدة فيما يتعلق بعدم رفع العقوبات القمعية ضد الدول في ظل الظروف الصعبة أثناء هذه الفترة من مكافحة وباء كورونا”.
وذكر ظريف “لن يكون هناك أي تغيير في دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة ومكافحة الإرهاب في المنطقة”.